لعل التاريخ يحفظ لمعالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه، أن يكون أحد أكثر أهل زمانه جودًا، وأكثرهم خيرًا، وأجملهم حضورا وهو يقترب ويتقارب مع الناس في جميع أحوالهم، وشاهد ذلك كثير يفوق الوصف والحصر، غير أن آخر ما نقف عندها في ذلك التدفق الإنساني النبيل ما قدمه للشاعر عبدالله فقيري، أو الشاعر الحطاب. ولأن الشاعر يشعر بما لا يشعر به غيره، فالمستشار تركي آل الشيخ بشاعريته وحسه الإنساني قدم لذلك الشاعر ما يسعده ويكفيه كثيرًا من مؤونة الحياة ورهقها التي عمل فيها لكسب عيشه حطابًا قانعًا برزقه، وصابرًا على ما يأتيه به عمله إلى أن قيّض الله له تركي آل الشيخ وانتقل به من حال إلى حال. ذلك العطاء ليس مستغربًا على المستشار في إنسانيته وجميل أخلاقه، فهو قدم ذلك الخير إحساسًا منه بمتاعب الشاعر فقيري في عمله حطابًا لأكثر من ثلاثين عامًا، وهي بمقاييس اليوم ستكون حياة صعبة ولا شك، وذلك ما استشعره محبو الشاعر المرهف، فكان أن توجهوا لآل الشيخ وعنده يُرجى الفضل، وقد كان حيث استجاب معاليه فور علمه بحال الشاعر وأكرمه بما يليق بالأكرمين. وفي هذا السياق المستمر من العمل الخيري والإنساني بادر تركي آل الشيخ إلى دور إنساني فريد آخر، بمناشدته لإيصاله إلى عائلة الشاب المصري إبراهيم الشهير ببائع الفريسكا الذي ظهر في فيديو وهو يقوم ببيع الفريسكا على أحد شواطئ الساحل الشمالي، حيث كتب معاليه في صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»،: «عاوز وسيلة تواصل بالابن البار ده.. مين يدلني عليه ويشارك في الثواب». ذلك الشاب واسمه إبراهيم عبد الناصر، يتوقع أن يلتحق بكلية الطب البشري العام الحالي، حيث حصل على مجموع 99.6% في الثانوية العامة، وهو يبيع الفريسكا لمساعدة والده الذي يطمح أن يرى ابنه طبيبًا. ذلك النموذج الفاضل يرسخ في أنفسنا وذاكرتنا الإنسانية الكثير من التجارب المتميزة وغير المسبوقة التي تجعلنا نقف دوما إجلالا واحترامًا وتقديرًا لهذا القامة الرفيعة التي تمنحنا كل الأمل والجمال الإنساني، ولا نملك سوى الدعاء لمعاليه بالعافية وأن يجزيه خير الجزاء عن بني الإنسان.