شارك سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان السفير غير المقيم لدولة جنوب السودان، علي بن حسن جعفر، في حفل توقيع اتفاق السلام بالأحرف الأولى بين حكومة السودان وحركات الكفاح المسلح اليوم بمدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، حيث تم التوقيع على مسارات دارفور، والمنطقتين، ومسار الوسط، والشمال والشرق، وذلك بحضور رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك، والشركاء الدوليين وعدد من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى دولة الجنوب. وقّع نيابة عن حكومة جنوب السودان راعي المفاوضات الرئيس سلفاكير ميارديت، وعن الحكومة السودانية رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات السلام الفريق أول محمد حمدان دقلو. وذكر رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك أن اليوم بداية طريق السلام، موضحاً أن السلام يحتاج لإرادة قوية وصلبة كإرادة ديسمبر التي حطمت حصون الطغاة والمستبدين. وأضاف: "أهدي السلام الذي وقعناه اليوم بدولة جنوب السودان الشقيق إلى أطفالنا الذين وُلدوا في معسكرات النزوح واللجوء لأُمّهات وآباء يشتاقون لقُراهم ومدنهم، وينتظرون من ثورة ديسمبر المجيدة وعد العودة، ووعد العدالة، ووعد التنمية، ووعد الأمان". من جانبه أكد رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم أن التوقيع على اتفاق السلام بجوبا يعالج جذور الأزمة ويسكت صوت البندقية، مضيفاً أن دولة الجنوب لعبت دوراً حيوياً للتوقيع على الاتفاق، وقدم جبريل الشكر للسعودية والإمارات وتشاد والمبعوث الأمريكي دونالد بوث لجهودهم في الوصول إلى هذا الاتفاق. البرلمان العربي يرحب ومن جانبه؛ رحب رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السُّلمي باتفاق السلام الذي وُقّع بالأحرف الأولى في عاصمة جنوب السودان جوبا ظهر اليوم بين الحكومة السودانية والجماعات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، مؤكداً أن هذا الاتفاق يمثل مرحلةً جديدةً وخطوةً مهمةً نحو تحقيق الأمن والسلام وإنهاء 17 عاماً من الحرب الأهلية في السودان، وهو ما سينعكس على دعم جهود الأمن والاستقرار في السودان والعالم العربي. وأشاد رئيس البرلمان العربي فى بيان له اليوم بالإرادة الصادقة والرغبة الأكيدة لجميع أطراف الاتفاق لإنهاء النزاع المسلح وتحقيق السلام، مثمناً الجهود المُقدرة التي قامت بها جمهورية جنوب السودان في رعايتها لمفاوضات السلام التي امتدت نحو عشرة أشهر للتوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي المهم. وطالب جميع أطراف العملية السياسية في السودان بتحمل مسؤوليتها الوطنية في تحويل هذا الاتفاق إلى واقع ملموس وعدّه صفحةً جديدةً في تاريخ السودان يتم فيها إعلاء المصلحة الوطنية العليا، وإعطاء الأولوية لجهود التنمية الاقتصادية وتحقيق الأمن والاستقرار، داعيا الحركات المسلحة الأخرى في السودان التي لم يتم التوصل معها إلى اتفاق سلام إلى الانخراط بشكل جاد في مسار المفاوضات السياسية للتوصل إلى اتفاق يحقق الأمن والاستقرار في جميع أراضي السودان. وشدَّد رئيس البرلمان العربي على أن التوصل إلى اتفاق جوبا للسلام، ومن قبله التوصل إلى الوثيقة الدستورية في 17 أغسطس 2019م المنوط بها تسيير المرحلة الانتقالية في البلاد، تؤكد جميعها أن السودان يسير على المسار الدستوري والسياسي الصحيح لتحقيق الأمن والاستقرار المنشود، مجددا مطالبته بضرورة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب حتى يستطيع الانخراط في النشاط الاقتصادي والتبادل التجاري مع دول العالم ويعود إلى مكانه الطبيعي في المجتمع الدولي. مصر مع الاتفاق كما رحبت جمهورية مصر العربية بالتوقيع بالأحرف الأولى على "اتفاق جوبا للسلام" بين الحكومة الانتقالية لجمهورية السودان والجبهة الثورية والحركات المسلحة برعاية مُقدرة من جانب جمهورية جنوب السودان. وجددت مصر في بيان صادر عن الخارجية المصرية اليوم تأكيدها على الوقوف بجانب الأشقاء في السودان في مساعيهم الحثيثة من أجل إحلال السلام في ربوع البلاد، مما يعود بالاستقرار والمنفعة والرخاء على الشعب السوداني الشقيق. كما أعربت عن استعدادها لمواصلة دعمها لجميع الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان بالتنسيق مع مختلف الشركاء الإقليميين والدوليين. وقت مناسب كذلك رحب الممثل الأعلى الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن جوزيب بوريل بالاتفاق المسجل في السودان بين الحكومة وعدد من الفصائل في السودان . وقال بوريل في بيان : إن اتفاق السلام الذي وُقّع بالأحرف الأولى اليوم بين الحكومة الانتقالية في السودان بقيادة مدنية والجبهة الثورية السودانية يرمز إلى مَعلَم مهم في عملية الانتقال الديمقراطي والاقتصادي الجارية في السودان، مشيراً إلى أن توسط مساعدة دولة جنوب السودان المجاورة يمهد للاتفاق الطريق نحو إحلال سلام دائم في السودان. وأكد المسؤول الأوروبي أن الاتفاق الذي يتم تنفيذه بحسن نية وبروح التعاون وحده يمكن أن يفي باحتياجات وتوقعات الشعب السوداني من أجل حياة أفضل في سلام واستقرار . كما دعا الاتحاد الأوروبي الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال - عبد العزيز الحلو وحركة تحرير السودان - عبد الواحد النور للانضمام إلى جهود السلام لصالح المجتمعات المحلية التي تستحق الاستفادة من المتغيرات الجارية في السودان. وقال بوري: إن هذا هو الوقت المناسب لجميع أصحاب المصلحة السودانيين لتنحية خلافاتهم جانبا والبحث عن الصالح العام للبلاد ولجميع السودانيين.