دعوة كريمة من أحد المعارف وبدقة أكثر أحد أقاربي -زاده الله من واسع فضله- اعتاد على مثل هذه الدعوات قبل كورونا، لكن الظروف الآن لا تسمح بمثل هذه المناسبات فنمط الحياه وسلوكنا الاجتماعي لابد أن يتغير ليتلائم مع ما بعد كورونا ولخوفي عليهم وحرصي على سلامتهم كتبت له هذه الرسالة: قال تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} صدق الله العظيم.. أخي العزيز الغالي.. قبل أن أعرف مناسبة الدعوة فقد تساءلت عن مشاعركم وأنتم الداعون لو أصيب بكورونا أحد ممن لبى دعوته حياءً منكم أو نقلها لآخرين فمعظم منازلنا فيها كبار سن أو من أصحاب الأمراض المزمنة حتى لو تغيب ولزم بيته قد تصله العدوى لا سمح الله بنيران صديقة من أحد ابنائه أو بناته المشاركين في هذه المناسبة. اخي الحبيب.. حتى مناسبة الزواج التي أمرنا الله باشهاره اكتفت الكثير من الأسر في جميع انحاء المملكة بتقليص المدعوين والاكتفاء بأعداد محدودة من الأسرتين فقط.. أخيراً ان إقامة هذه الوليمة في داركم العامرة خروج عن طاعة ولاة الأمر وتوجيهاتهم للحد من انتشار كورونا بالتزام الإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي. وكان رده مقتضبًا بأنه لم يجبر أحداً وإن من يخاف العدوى فلا يحضر.. فوجئت بالإجابة فعزمت أمري على ابلاغ جميع المدعوين برسالتي له مع إضافة هذه العبارة «الاعتذار أوجب من الحضور»، وكان وعي المدعوين أسرع مما توقعت فقد توالت الاعتذارات مما أضطره وبعد ساعة واحدة فقط لإلغاء الدعوة. العجيب في الأمر انه هاتفني بعد ذلك يشكرني على ما قمت به لأنه كان مجبرًا على اقامتها حسب زعمه بأن الأعراف والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع تفرض عليه ذلك. ان هذه الاستجابه السريعة مؤشر جيد لإستجابة المجتمع لدعوات التعايش مع الوباء لانها السلاح الناجع لاستمرار عجلة الحياة في جميع مناشطها. مستشار وخبير إدارة كوارث وأزمات