أكد عدد من المشايخ والمختصين والأكاديميين ل"المدينة" أن الإصابة بفيروس كورونا ليست عيبا ولا وصمة اجتماعية وليست دليل نقص، مشيرين إلى ضرورة المسارعة إلى ابلاغ الجهات المختصة سواء كانت الاصابة عند الشخص المبلغ نفسه أو أحد أقاربه أو افراد عائلته، وشددوا على أهمية التعامل برفق مع المصاب والشد من أزره وغرس روح التفاؤل والصبر والاحتساب عند المجتمع، والتعامل مع البلاء بتوازن ورباطة جأش دون انزعاج أو اضطراب، مضيفين أن سرعة الابلاغ حماية للأسرة والمجتمع، وتتيح تقديم الرعاية الطبية للمصاب خاصة أن وزارة الصحة تمتلك القدرات والامكانات اللازمة. العقيل: الاتصال على 937 ولا وصمة اجتماعية ناشد طلال بن أحمد العقيل المستشار الإعلامي كل من يصاب بالفيروس البعد عن النظرة التشاؤمية والمسارعة للاستفادة من المرافق الصحية والخدمات المجانية التي سخرتها الدولة وفق ما تستدعيه حالة المواطن أوالمقيم على مدار ال 24 ساعة بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين محذرًا مما وصفه بأوهام الوصمة الاجتماعية ومطالبا كل من يتعرض للاصابة بهذا الفيروس أولًا عزل نفسه بشكل تلقائي، والتواصل مباشرة مع الجهات المختصة عبر الرقم 937 للكشف عن حالته وهي في بدايتها لتفادي تفاقمها وهو بذلك يقوم بالدور الإيجابي لحماية نفسه والمخالطين له كواجب انساني وشرعي مشددا على أهمية تعاون كافة أبناء المجتمع لمواجهة هذه الجائحة وتعزيز نفسية المصابين ومساندتهم ورفع معنوياتهم لمواجهة هذا الابتلاء الذي قد يصاب به الإنسان في أي وقت دون سابق إنذار. العلي: رعاية المصاب والتعامل معه برحمة ويؤكد الدكتور سليمان العلي أن الإصابة بالمرض ليس وصمة أو أمرا مخجلا، محذرًا من ردة فعل الناس السلبية تجاه المصاب وابتعادهم عنه وخوفهم منه أواتهامه بالتهاون والإهمال وعدم مراعاة وسائل العناية والسلامة مضيفا أن الخوف قد يكون أخطر على المصاب من الفيروس نفسه، ولذلك يجب على من يشعر بأعراض المرض المبادرة بعرض المشكلة مباشرة علي المختصين والاستفادة من توجيهات وزارة الصحة وينبغي للجميع وفي مقدمتهم المصابون أن يعلموا أنها أزمة مؤقتة وليست دائمة، وواجبنا الشرعي والإنساني التعامل مع المصاب برحمة والدعاء له. الهويمل: الأمراض ابتلاء يواجه بالصبر.. ولا سخرية ويؤكد الدكتور ناصر بن محمد الهويمل الأستاذ المشارك بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن الابتلاء بالأمراض سنةٌ ربَّانيَّة، والمرض ابتلاءٌ فيه حكمةٌ بالغة لو تأمّلها المريضُ لأدركَ أنه منحة من الله ساقه إليه ليصبر، كما قال صلى الله عليه وسلم: "عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له "، وصبرُ المريض على المصائب تحقيقٌ لعبودية الله، ولا يجوز لمن أصابته الأمراض المعدية كمرض كورونا أن يخالط الناس لأن في ذلك إيقاع الضرر عليهم وقد قال عليه الصلاة والسلام لا يورد ممرض على مصح، ولا تجوز السخرية أو التنقص ممن وقعت عليه أقدار الله تعالى. الصغير: الرفق بالمريض وفتح آفاق الرجاء ويؤكد الدكتور فالح بن محمد الصغير المشرف العام على شبكة السنة النبوية وعلومها: أن المرض قدر من أقدار الله تعالى يصيب به من يشاء من عباده ابتلاء واختبارًا لهم، وفيه من الآثار الإيجابية مالا يعلمه إلا الله تعالى، ومنها أن المرض تمحيص للعبد وتصفية للنفس ودعوة له للمراجعة، وتكفير لسيئاته ورفع لدرجاته، وقد أصاب المرض أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام، وينبغي أن يتعامل المريض بإيجابية مع المرض، بأن يعرف أنه من اقدار الله تعالى، وأن لا يتضجر منه ويدعو الله تعالى بأن يرفع عنه هذا البلاء، ويحتسب الأجر ويرضى بما قدره الله له ويداويه بالأدوية المشروعة، ولا عيب ولا استحياء من المرض مهما كان، وينبغي أن يحرص الجميع على الرفق في التعامل مع المريض، والدعاء له، وتذكيره بأهمية اتباع تعليمات وإرشادات الأطباء، وأن نفتح له آفاق الرجاء، وقرب الفرج، والحث على الصبر، وأن نشعر المريض بأن من حوله يقفون معه وبجواره، ولنتعامل مع المرضى كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنقتدِ به في جميع أحوالنا عليه الصلاة والسلام. اللحيدان: زرع الاطمئنان والسكينة والثقة ويتعجب الدكتور عبدالله محمد اللحيدان المدير العام السابق لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية ممن يرون المرض وصمة اجتماعية متسائلا من يظن ذلك وهو يعلم أن العموم معرضون لهذا الفيروس، والأطباء يحذرون من إحاطة المصاب بالخوف والهلع بل إن الاطمئنان والسكينة من أهم وسائل مكافحة هذا الفيروس وغيره من الأوبئة بتحفيز المناعة لدى المصاب والسكينة هي عكس الاضطراب وينزلها الله في قلوب المؤمنين ليصمدوا أمام كل سوء وشر فعلينا الحذر من إغراق المصاب بنظراتنا أو تعليقاتنا السلبية بل يجب زرع الثقة بداخله ونطمئن قلبه بالكلام الطيب. اليامي: لا اعتراض على القضاء والقدر ويقول الدكتور محمد بن سرَّار اليامي عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة نجران: لقد يسَّر الله لدولتنا المباركة انتهاج سبيل الاعتدال، وعدم التزحزح عنه قيد أنملة، لأنها تحكم الشرع الحنيف، وتستند أنظمتها إلى أحكام الفقه الإسلامي الذي كان إليه المُنتهى في الاتّزان والاعتدال، وهذا ما أكسبها بفضل الله التوازن والاعتدال في التعامل مع أزمة هذا الوباء المجتاح للدنيا بأسرها كورونا لذا ينبغي التعاون مع الأجهزة الصحية والأنظمة المرعية لتأسيس ردة فعل متوازنة ومعتدلة تجاه الوباء، والإصابة به ليست وصمة سوء، ولا علامة عار، ولكن يسأل الله العافية، ويتذكر أن الإصابة بالفايروس إن حصلت له، فهي ابتلاء من الله له قد يكون له رفعة، وقد يكون له تطهير من ذنب، وعلى المريض الالتزام بعدم مخالطة الناس ولا يعترض على القضاء والقدر ولكن يُسَلِّم ويرضى. بصفر: العيب في تجاهل المرض وإخفاء الأعراض ويرى الدكتور عبدالله علي بصفر الأمين العام السابق للهيئة العالمية للكتاب والسنة أنه مِنَ الطبيعيِّ أن يَشعر المصاب بالخوف والقلق عند إصابته، ولكن عليه بالتعامل مع هذا الأمر بالشكل المناسب، فالإصابة بفيروس كورونا ليست عيبًا، بل العيب في إخفاء الإصابة به وتجاهل أعراضه، مما يؤدِّي إلى تعريض المحيطين للخطر، بل يَجب على المصاب التعاضد الاجتماعي، بتجنُّب الاجتماع مع النّاس حتى لا ينقل لهم العَدوى المحتملة، وللحدِّ كذلك من انتشاره في المجتمع، وأن يتوجَّه فورًا للجهات المختصة، لتلقِّي العلاج، فحالات الشِّفاء منه كثيرة بفضل لله تعالى، ولا يجوز شرعًا إخفاء هذا الأمر، لأنَّه قد يتسبب في إيذاء النَّاس، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا ضَرَر ولا ضِرار". المصعبي: رباطة الجأش والتعاون مع الجهات المختصة ويضيف ناصر بن علي المصعبي مدير مركز الدعوة والارشاد بمحافظة جدة سابقا أن الواجب الشرعي والوطني والإنساني في هذه الأوقات العلم بأن (ما أصابك لم يكن ليخطئك) وأن الإنسان يؤجر على صبره الجميل وأن عليه أن يتعامل مع هذا البلاء بواقعية لا بالعاطفة فقط ولا بالشائعات وأن يتعاون مع وزارة الصحة ويستفيد من الخدمات الكبيرة والخبرات المتطورة لديهم وأن يكون قدوة لباقي أفراد مجتمعه في رباطة جأشه وفي الصبر على أسباب العلاج وان ينصح لغيره وهذا من محبته لسلامة باقي افراد مجتمعه محذرا مما وصفه بأوهام الوصمة الاجتماعية التي تخالف مقاصد الشرع ولا تتفق مع العقل. الظفيري: وعي المجتمع خط الدفاع الأول ويقول الدكتور زيد بن ماجد الظفيري أستاذ مساعد بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية: أثبتت حكومتنا الرشيدة أنها على قدرٍ عالٍ من المسؤولية من حيث الطبابة بكافة مستوياتها والقرارات الصارمة للحد من خطورة انتشار هذا الوباء لكن هذا كله مرهون بثقافة المجتمع ووعيه من حيث الوقاية وحسن التعامل مع الحالات المصابة ولا مبرر للشعور بالخجل أو الانطواء بل من الشجاعة عند الإصابة بالفايروس التواصل مع الجهات المختصة وتلقّي العلاج اللازم وأن يكون المصاب ذا همَّة عالية وقدوة صالحة لمجتمعه لتحاشي الإصابة، كما أنه من الواجب على المجتمع التوقف عن الشائعات المغلوطة والأفكار التي تضعف من عزيمة المبتلين بهذا الوباء مؤكدا على أهميةعدم أخذ المعلومات إلا من المصادر الرسمية. البار: الأخذ بالأسباب ثم الصبر والاحتساب يؤكد البروفيسور محمد بن علي البار مدير مركز أخلاقيات الطب بالمركز الطبي الدولي بجدة أن الطاعون كان رجزًا وعذابًا على من كان قبلنا من الأمم الذين لم يستجيبوا لرسلهم وقد عاقب الله بني إسرائيل بالطاعون مضيفا أن الوباء رحمة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن يصاب به فعليه الصبر والاحتساب لأنه تكفير للذنوب ورفع للدرجات ومن مات بالوباء يعتبر شهيدا والشهادة ليست وصمة عار وشدد البار على أهمية الأخذ بالأسباب التي هي من قدر الله تعالى مع تعلق القلب بالله وحده مشيدا بالجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين. آل طارش: الإبلاغ عن الاصابة فورًا واجبة يقول الشيخ فهد بن علي آل طارش عضو النيابة العامة بمكةالمكرمة: إن الاصابة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد19) أو غيره من الأمراض والمصائب للمؤمن ابتلاء وعليه الصبر على قضاء الله وقدره ولا شك ان من الناس من يؤثر اخفاء اصابته بالفيروس خشية من الوصمة الاجتماعية وهذا خطره كبير ويبدد كل الجهود والامكانات التي سخرتها الدولة لوقاية المجتمع وعلاج المصابين لذا يجب على الانسان العاقل عند التأكد من الاصابة بالفيروس أن يسارع إلى ابلاغ الجهات المختصة حفظًا لنفسه من الهلاك وحتى لا يكون سببًا في نقل العدوى لغيره من أهله وأبنائه ويصبر على ابتلاء الله له ويحتسب ويتبع التعليمات الصادرة من الجهات الرسمية في الوقاية والحيطة والحذر. العسكر: حصول المرض ليس دليل نقص ويقول الدكتور عبدالرحمن بن علي العسكر المستشار الشرعي: لا شك أن المسلم لا يفرح بإصابته أو أحد اقربائه بالمرض، مضيفا أن من يصاب بهذا المرض الذي اجتاح العالم والمسمى كورونا المستجد فينبغي له أن يعلم عدة أمور: أولها: التسليم لأمر الله تعالى، وأن ما كتبه كائن لا محالة، فهذا من تحقيق الإيمان بالقضاء والقدر، وثانيها: أن حصول المرض للشخص ليس دليلًا على نقص فيه أو فيمن يتصل به، فإن أفضل الخليقة هم أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام، ومع ذلك أصيب بعضهم بأمراض ابتعد الناس عنهم خوفًا من العدوى، فنبي الله أيوب عليه السلام أصيب بمرض لم يبق من يتولاه إلا زوجته، فصبر واحتسب حتى كشف الله ضره ورفع في العالمين ذكره، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم لما سئل رسول الله قال: إني أوعك كما يوعك رجلان منكم.. وثالثها: فمن أصيب بمرض في نفسه أو قرابته فليحتسب ذلك عند الله فهو كفارة لذنوبه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيئاته وحطت عنه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها. السحيباني: لا انزعاج ولا اضطراب بل تفاؤل يقول الدكتور عبدالله بن عمر بن محمد السحيباني أستاذ الفقه بجامعة القصيم فترة عصيبة يمر بها العالم أجمع، فترة خوف وقلق، واضطراب ونقص في الأموال والأنفس، وهذا هو الوباء عندما يجتاح الدول والشعوب، بيد أن المسلمين الموحدين المؤمنين بقضاء الله وقدره العظيم مطمئنون آمنون، لا يتطيرون، بل يتفاءلون، وعلى ربهم وحده يتوكلون، ولذا يعلم المؤمن أن ما أصابه من مرض أو وباء مثل كورونا ليس عارًا، بل قد يكون رحمة، وابتلاء عن رضا، فإن شفي كان كفارة وأجرًا وطهارة، وإن مات كان موته شهادة ورفعة، بذلك يتخطى المسلم المصاب تلك النظرات الاجتماعية القاسية من بعض ضعاف الأنفس والأخلاق ولا انزعاج ولا اضطراب. درندري: قرارات الدولة تسهم في انحسار الفيروس وتؤكد الدكتورة اقبال درندري عضو مجلس الشورى وأستاذ القياس والتقويم المشارك أن الواجب الوطني والديني يحتم على من يُصاب أو يلاحظ على أحد أفراد الاسرة أعراضا واضحة بالإصابة بفيروس كورونا أن يسارع بالتواصل مع الجهات المعنية دون خجل او خوف لأن في ذلك حماية له ولافراد الاسرة والمجتمع محذرة من إخفاء المرض لأن ذلك يعني إصابة جميع افراد الاسرة لاقدر الله وفيه جناية عليهم وقد يحاسب مرتكبها إذا أدت لوفاة الشخص المصاب دون طلب الرعاية اللازمة له وقد وفرت وزارة الصحة العديد من السبل والوسائل لطلب الرعاية الصحية على مدار ال 24 ساعة ووفرت جميع خدماتها بالمجان. وأضافت درندري: نشكر قيادتنا الحكيمة التي اتخذت القرارات الحاسمة والتي كان لها اكبر الاثر في حسر انتشار هذا الفيروس؛ ووفرت كل سبل الحماية والرعاية والراحة للجميع على أعلى مستوى. وباذن الله تزول هذه الغمة قريبا.