الجميع يكاد يكون متفق بأن معظم الناس لا يحبوا الاعتراف بأنهم بحاجة إلى التغيير، وحتى إن كان لديهم الاستعداد لتغيير أشياء بأنفسهم فهم غالبًا يركزون على التغييرات التجميلية أو الخارجية، يقول أحد الفلاسفة (الناس دومًا يستعدون للحياة لكنهم لا يحيونها أبداً)، ومع ذلك فإن من يريد أن يعيش في عالم أفضل يجب أن يكون مستعدًا لتغيير نفسه قبل كل شيء، وبالتأكيد يمكننا تغيير حياتنا بأكملها وكذلك توجهات المحيطين بنا بكل بساطة عن طريق تغيير أنفسنا. التردد بالتغيير والاعتقاد بأنه يفترض علينا مواصلة التصرف بطريقة معينة لسبب ما! حتى لو لم تتناسب مع موهبتنا وقدراتنا، وعندما لا ندرك نقاط القوة لدينا فسوف يكون الأداء والناتج ضعيف، وكما نؤكد دائمًا عندما لا تتغير طرق أدائك لن تتغير النتائج التي تحصل عليها. ثقافة العيب تلاحقنا باستمرار، معظم المعارك الكبيرة التي يخوضها الإنسان هي داخل النفس مع عيوبهم واخفاقاتهم لسنوات، ويحاولون طويلا هزيمة أخطائهم أو انكارها بالمرة، إلا أنه من الأفضل أن نتعرف بعيوبنا واخطائنا والبدء بالبحث عن أدوات جديدة للنهوض من جديد والاستمرار بالتقدم، وعدم جعل عيوبنا عذرًا للاستسلام أو التراجع. انظر إلى نفسك بوضوح وشاهد الطيب والسيء فيها بشفافية مطلقه، أعترف بعيوبك بأمانة وتحمل مسؤولية حياتك وقرارتك، وأعرف حقيقة ما لا تستطيع فعله من مهارات، وما لا يجب فعله من مواهب، وأيضاً ما لا يفترض فعله بناء على شخصيتك، وكل هذا ليس بالأمر الهين بكل تأكيد، ولكن بمقدار ما تكتشف في ذاتك من نقاط قوة وتعزيزها بشغف كبير سوف يمكنك أن تتفوق فيما تفعل وتجيد. معظم الناس تقع بالأخطاء في قراراتها أو في اختياراتها، وهذا ليس معيبًا بحد ذاته ولكن المعيب أن نستمر وننغمس في هذه الأخطاء دون أي محاولة لتصحيحها أو التغلب عليها، وأن نغير مسارنا نحو أهدافنا وطموحاتنا التي تلائم رغباتنا وقدراتنا، هذا التغيير يتطلب الشجاعة والارادة القوية وعدم الاستسلام لأي سبب، وثق تمامًا عندما تغير من نفسك سوف يتغير العالم من حولك. بقي من القول، لا تنتظر تغيير من حولك لتبدأ بالتغيير لنفسك، جرب وسوف تندهش من النتائج التي سوف تحصل عليها، وأدرك أن كل مافي هذا الكون متغير ومتحرك من البداية حتى النهاية فكن جزء من هذا العالم المتغير كما هو مقدر لك.