الزواج في خليجنا العربي أخذ منحى آخر، بعيدًا عن الاحتفالات من أجل إشهار، أو إعلان الزواج، والذي يترتب على حسب مقدرة المتزوج وحالته المادية، والعرف والعادات والتقاليد لكل مجتمعات الخليج. لقد أصبحت مناسبات الزواج تفتقر للبساطة بكل ما تعنيه الكلمة، وصار الموضوع يدخل ضمن المباهاة والتفاخر بين العائلات من الذي يقيم احتفالا يتحدث عنه القريب والبعيد، وكل ذلك على حساب العريس، إلا أن المبالغة والإسراف في إقامة تلك الحفلات أصبح أمرًا واجبًا، وكأن سعادة الزوجين مربوطة ومقتصرة على هذا اليوم فقط. الزواجات وإقامتها تحولت إلى هم لبعض العائلات ورعب يطارد المتزوجين لسنوات بعد الزواج، وهذا الهم يقتص من فرحة شبابنا، حيث عش الزوجية بات بوابة العبور لعالم المديونية، وهذا ما يرغم كثيرًا من شبابنا للعزوف عن الزواج، والسبب الرئيس هو تلك الحفلات ومناسبات الزواج التي ليس لها مبرر مطلقًا، والخوف من حديث الناس والذي سواء أقيمت الحفلات أو لا، فإنه لن تتوقف تلك الأفواه عن الاستنقاص والذم، وينتهي الأمر للشاب بأن يستدين من أجل فرحة مزيفة وباهتة يزين بها وجهه في ذلك اليوم، سرعان ما تزول بانقضاء تلك الليلة، وبعدها تلازمه كوابيس المبالغ التي تدينها في سبيل أن يقيم هذا الفرح، والأعوام التي سيقضيها بين هم الديانة ومواعيد السداد، والمتبقي من راتبه في آخر الشهر، هذا إن كان هناك فائض. ويأتي زمن الكورونا ويلغي كثيرًا من تلك السلوكيات الخاطئة، ويجعلها في النطاق المحدود وغير المبالغ فيه، ويرغم الجميع على انتهاج نهج البساطة والتيسير في أمور الزواج بدون تكاليف، مع مراعاة الاحترازات الوقائية وبلا معازيم أيضًا، ومنهم من كان احتفاله بثًا مباشرًا، وشارك فرحته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهؤلاء محظوظون حقًا، بغض النظر عن التنمر، والسخرية على هذه الفئة ووصف زمن الكورونا بأنه زمن التخفيضات، وأنهم استغلوا هذه الفرصة. برأيي هو زمن العقلاء وأنجح الزواجات هي التي يبدأ أصحابها حياتهم الجديدة دون شهادة مديونية.