تكمن أهمية تحديد الميول العلمي والمهني نظرًا لأن الميول هو عبارة عن نزعة سلوكية عامة لدى الفرد تجذبه نحو مجال معيَّن من الأنشطة بحيث يزيد بها اهتمامه عن غيرها من المجالات، فتحديد الميول يعني تحديد التوجه العام لحياة الفرد ليعرف ماذا يحب وما لا يحب، وعلى هذا الأساس تبدأ عملية الاختيار في مختلف المجالات، وتكمن أهمية تحديد الميول مبكرًا لدى الطلاب والطالبات لأنها من أوائل التحديات التي تواجههم في حياتهم هو تحديد مسارهم التعليمي واختيار التخصص العلمي المناسب لهم والذي يبنى عليه في كثير من الأحيان المسار الوظيفي مستقبلًا، ويجد الطلاب في هذه المرحلة صعوبة قصوى في تحديد ميولهم وبعضهم قد لا يعرف كيف يحدد ميوله وقد لا يعرف أولياء الأمور أيضًا هذا الأمر فيبقى بعض الطلاب في حيرة وقد يقومون باتخاذ بعض القرارات المصيرية بعشوائية ودون دراسة. بالأمس نشرت صحيفة (المدينة) خبرًا عن عزم وزارة التعليم تقديم مشروع جديد لتطبيق (قياس الميول الدراسية والمهنية في المرحلة المتوسطة «الصف الثالث المتوسط») و(الصف الأول الثانوي) وذلك من أجل توجيه الطلاب إلى التخصصات المناسبة في الثانويات والأكاديميات وتركز الخطة الجديدة لتطوير التعليم الثانوي على ستة مسارات رئيسية وهي إنساني عام، إدارة أعمال، شرعي، علمي عام، علوم حاسب وهندسة، وعلوم الصحة والحياة، ويعد هذا المشروع من أهم المشروعات التي تقدمها وزارة التعليم خلال هذه المرحلة وذلك لمساعدة الطلبة على اكتشاف ميولهم واستعداداتهم وقدراتهم العلمية والمهنية ورعايتها وتنميتها وتوجيهها بما يمكنهم من تقرير مستقبلهم المهني وتحديده في وقت مبكر. تحديد الميول يساهم بشكل فعَّال في رفع الوعي بأهمية التخصص منذ سن مبكرة كما يساهم في كشف المهارات والقدرات وتعزيز نقاط القوة لدى الطلاب ومعالجة نقاط الضعف ويساهم أيضًا في عدم إهدار الطاقات البشرية والمادية للوطن، ولكي ينجح هذا المشروع فيتطلب رفع كفاءة المدرسة وجعل دور المدرسين والمشرفين التربويين والمرشدين فاعلاً في توجيه الطلبة نحو التخصصات والمسارات التي توائم سوق العمل وتناسب ميولهم وقدراتهم الشخصية بحيث يساهم هذا التوجيه في أن يكونوا أكثر رضًا وقناعة وتكيفًا مع اختياراتهم العلمية والمهنية كما يساهم في تحسين مخرجات التعليم لتتوافق مع احتياجات سوق العمل حيث أفاد التقرير بأن 80% من طلاب الثانوية يدرسون تخصصات نظرية وأدبية عكس متطلبات سوق العمل. الاهتمام بمعرفة الميول العلمي والمهني مبكرًا لدى الطلاب والطالبات قضية في منتهى الأهمية، فهي تحديد مسار ومنهج حياة وقد تدفع الأسر والأبناء والبنات ثمنًا باهظًا إن لم يتم التركيز عليها وتفعيلها وتطبيقها بشكل صحيح على أرض الواقع.