تلبية لنداء المولى عز وجل لحج بيته الحرام لأنه ركنًا من أركان هذا الدين العظيم ليلتقي الإنسان بعالم الحقيقة حتى يشعر بخروجه من هذه الدنيا الفانية إلى ربه في تلك البقعة الشريفة التي يفدون إليها من كل بقاع الأرض يمتثلون لأمر الله عز وجل، منظر عجيب هذا الوقوف بعرفات وجبل الرحمة، هذه الحكمة الربانية التي تحمل الكثير من المشاعر والأحاسيس، ويختلط بتلك المشاعر ذلك الشعور بأن هنا مقام عظيم وموقف مشهود.. هذا الموقف التاريخي في عرفات الله وعين الحاج على ذلك المكان الذي وقف فيه نبي الرحمة الحبيب المصطفى عليه صلوات الله وسلامه. فأي شعور يحس به الحجاج وهم في ذلك الموقف بعد أن أتوا شعثًا غبرًا تسبقهم قلوبهم وكأنهم جسد واحد.. «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة، لك والملك، لا شريك لك»، ثم يقفون بين يدي المولى ليتذكروا حجة الوداع، وكيف أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال خطبته في وادي عرفات عندما وجد القبة التي ضربت له بنمرة فنزل بها حتى إذا غابت الشمس أمر القصواء ناقته فرحلت له فأتى بطن الوادي وقال خطبته المأثورة، وبعد ذلك يتجهون إلى بيت الله الحرام ليطوفوا ويسعوا فترى الحاج مستبشرًا ويده على الملتزم وعند باب الكعبة ويصلي أمام مقام سيدنا إبراهيم صلوات الله عليه، ثم يقبل الحجر الأسود وقلبه قد تعلق بقطعة من الجنة، هذه الوفود أتت بعد أن فارقوا الأهل والأحباب وتركوا الغالي والنفيس يتشوقون ويرجون رحمة رب السماء ومغفرته. **** هنا بدأت الذاكرة تستمطر الذكريات وبدأت قوافل الحكايات والروايات في نسج تفاصيل تلك المدينة الجميلة لرسم لوحة فنية اجتماعية من المنظومة الحياتية لحياة العوائل التي عاشت بين تلك الحارات ورواشين تلك الأماكن الأصيلة والجميلة وكانت متجسدة ومرسومة على جدران الأماكن العتيقة وتشربت من هوائها المعجون بالحب والفطرة وأبنائها الذين كانوا يلعبون بين أزقتها المتعرجة ويكتبون فوق جدرانها عبارات تؤرخ ذكرياتهم الطفولية وكأنهم يخاطبون الحنين البعيد في صورة قصة حب الذي يتذكرونه الآن لمن عاشوا تلك الفترة الزمنية لأنها مختزلة في مساحة مضيئة من الذاكرة. **** لازالت قناة الفبركة الرخيصة والتضليل قناة الكذب الممقوت لازالت مع المأجورين والمرتزقة وأصحاب المنصات الهزيلة الحاقدين المتسلقين الذين يعتمدون على حفنة الدولارات حتى يتوارون خلف خططهم المزيفة لتنفيذ الأجندات التي تملى عليها وقد طغى على برامجها الكذب والتزوير، فكم من القنوات المهنية التي كشفت زيف وبهتان هذه القناة التي تستخدم الإعلام الأسود الذي يحتوي في وصفه الوظيفي على التزوير وأفسدوا من خلاله التغطية الإخبارية، وطبعًا هجماتها الإعلامية الكاذبة والمخطط لها لا تخلوا برامجها وحواراتها من افتراء وكذب فتنشر الزيف والأساليب الممجوجة وتختلق الكذب الذي أصبح شاهدًا على خطابهم الإعلامي غير المهني وفي مسرح هذه القناة يعتقدون أن هذه الأساليب تنطلي على مجتمع الرأي العام لتحقيق مشروعهم الخبيث، حتى ضيوف هذه القناة أصبحوا يجيدون لعبة المناورة وحيلهم الدنيئة وأساليبهم الساقطة واتفاقياتهم مع الحزبيين وأصحاب شهوة الشهرة المزيفة وقد كشفتها الوثائق التاريخية. مارسوا كل الأساليب الرخيصة.. مارسوا كل أساليب الكذب فقد كشفكم العالم.