* بذات مشاعر المقال الماضي يحضر (الأب) في هذا المقال، وتشاركه (الأم) بذات القدر من الفرحة برؤية الأبناء، وهم يدخلون عش الزوجية، محفوفين بالدعوات، والمباركات بأن «يبارك الله لهما، ويبارك عليهما، وأن يجمع بينهما في خير». * لحظة حلم للوالدين، يظلان ينتظرانها بشوق المحب، ولهفة نبض قلب (الوالد)، ومشاعر فياضة من حنان (الأم)، لحظة يزفان فيها ابنهم وقد لبس (البشت)، وفي أعينهم تعابير من عبارات فرح، لا يجدون كيف السبيل إلى التعبير عنها، اللهم إلا من صمت، وابتسامة، ومشاعر، مهما كان وصفهم لها إلا أنها لن تصل إلى من يسمعها منهم كما هو شعورهم بها إلا عندما يعيشها أب أو أم. * بينما يظل زفافهم لابنتهم أشد وقعًا على نبض قلب (الوالدين)، كيف لا وهما يشاهدانها تخطو مغادرة جنبات منزل كانت فيه رئة يتنفس منها الحنان، وأيقونة لكل معاني الجمال، عندها لا مفر من الدخول في صراع قاس مع (الدموع) تحبسها أو لا، فلا مجال إلا أن تخضع و(تبكي) كالأطفال، فالحدث كبير على نبض قلب صغير. * يتجاوز الوالدان هذه المشاعر حتمًا، حيث لا يلبثان إلا ويعودان إلى حيث عيش اللحظة واقعًا، وسنة حياة، فزواج الأبناء يعني أنهم قد دخلوا في مرحلة حياة جديدة من المسؤولية، وبناء الأسرة، والدخول في ميدان حياة: (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته). * هكذا هي الحياة، فزواج الأبناء يضعهم أمام مسؤوليات من المهم جدًا أن يدركوا أبعادها، وأن الحياة الزوجية هي رباط مودة، ورحمة، هي حياة شراكة بين الزوج وزوجته، هي حياة يجب أن تُبنى على التفاهم، والتعاون، والصبر، والهدف الأسمى حيث (السعادة) الزوجية، التي أجد في (شعرة معاوية) أبلغ تعبير عما يجب على الزوجين فيها، فالحياة كواقع ليست كما تصورها (الأفلام). * إن زواج الأبناء نعمة عظيمة، فهي بقدر ما تخلقه من مشاعر الفرح لدى الوالدين، فإنها تبعث لهما رسالة امتنان وشكر على أداء رسالتهما، تلك الرسالة التي لا تعني بحال أن دورهما قد توقف أو انتهى، فهما سيظلان يحملان هم أبنائهما أبد الحياة، فمبارك لكل أب وأم زواج أبنائهم، سائلاً الله لهم الحياة الزوجًية السعيدة، وأن يجعل (البركة)، سماء تُظلهم، وأرضا تُقلهم، اللهم آمين، وعلمي وسلامتكم.