يتباهى السعوديون بمدينة جدة عروس البحر التي تُتلى الخواطر على شواطئها عندما يخفف الموج من اندفاعه والشمس مائلة للغروب في صورة من أعظم وأبهى اللحظات التي يتناولها : الشعراء، والتشكيليون، والخطباء، ويتوازى مع هذا الجمال جمال شواهدها التاريخية التي ارتسمت بين جنبات حاراتها العريقة وأبنيتها ورواشينها الخشبية التي أصبحت سمة من سمات فن العمارة في المنطقة الغربية. نعم إنها جدة التي تقع غرب المملكة، ويسير إليها آلاف الناس طوعًا جوًا وبرًا وبحرًا إذ تجتمع فيها مميزات عديدة أجلّها أنها بوابة مكةالمكرمة مهوى أفئدة المسلمين حيث تبتعد عنها مسافة 70 كيلومترًا، وهي محط أنظار الملهمين، وقارئي التاريخ، ومحبي فنون الطراز المعماري القديم والحديث. وكما للغروب في جدة لحظاته الجميلة فالشروق له لحظاته المماثلة حيث تستيقظ المدينة الواعدة على مشروعاتها الحضارية التي لا تقف، لتلهم الباحثين عن الاستجمام والاسترخاء، وممارسي الرياضات المختلفة، ويحلو الوقت مع الأسرة في التسوق بأرقى محلاتها التجارية التي تضم جميع الصناعات العالمية علاوة على تناول الأطعمة الحجازية والعالمية في أفخم مطاعمها إلى أن تأنس النفس في ليليها الجميل وفي مقاهيها المتنوعة. ويوجد في جدة المنطقة التاريخية التي سجلت ضمن المواقع الأثرية في قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو عام 1435ه / 2014م، ومن لم يزر هذه المنطقة فقد فاته الكثير من متعة السفر إلى المملكة ومن ذلك الاستمتاع بترحيب أهالي جدة الذين يرسمون ملامح جمالية للمدينة في كل موسم، ويرددون الأهازيج الشعبية استقبالاً للزوار. واهتمت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- بمنطقة جدة التاريخية حيث وجه سمو ولي العهد بدعم مشروع ترميم 56 مبنى من مبانيها الآيلة للسقوط بمبلغ 50 مليون ريال كمرحلة أولى في إطار المحافظة على المكتسبات التاريخية والحضارية للمملكة.