يثير وباء كوفيد-19 المخاوف في الولاياتالمتحدة وأميركا اللاتينية، في حين يوجد تهديد بتجدد تفشيه في أوروبا حيث دعي السكان لالتزام الحيطة. وفرضت ولايتا فلوريدا وتكساس الأميركيتان قيودا جديدة على الحانات الجمعة لمواجهة تجدد انتشار الفيروس، ويدرس عدة مسؤولين في ولايات مختلفة إعادة فرض تدابير طوارئ لاحتواء العدوى. وتواجه الولاياتالمتحدة "مشكلة خطيرة" مع ازدياد حالات الإصابات بالفيروس في ولايات جنوبية وغربية، حسبما أعلن كبير الخبراء الحكوميين انتوني فاوتشي الجمعة. ويتواصل ارتفاع عدد الإصابات في 30 من اجمالي 50 ولاية أميركية، خاصة في أكبرها وأعلاها كثافة سكانية في الجنوب والغرب، كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا. ويحمل تجدد انتشار الوباء رمزية كبيرة خاصة في تكساس (29 مليون ساكن) التي كانت من بين أولى الولايات التي استأنفت النشاط، اعتبارا من الأول من أيار/مايو، قبل أسابيع من رفع القيود في ولايات الشمال الشرقي. من جهته، قال حاكم نيويورك أندرو كومو على تويتر "أفيقي أميركا. ما يجري في البلد ليس موجة ثانية، الموجة الأولى مستمرة". إصابة الشبان في فلوريدا وارتفع عدد الإصابات في فلوريدا بشكل هائل في حزيران/يونيو بعد رفع الحجر. وأصاب الفيروس الشباب خاصة، وصار متوسط عمر المصابين 33 عاما في حين كان 65 عاما قبل شهرين. وكمؤشر إلى القلق، عقدت لجنة الأزمة في البيت الأبيض مؤتمر صحافيا الجمعة، هو الأول منذ نهاية نيسان/ابريل. وقال أستاذ الصحة العامة في جامعة هارفرد باري بلوم إن "الناس لا يفهمون المنحى المتسارع، يعني ذلك أنه في حال وجود 7 آلاف إصابة اليوم في تكساس، يمكن أن يصير الرقم 14 ألفا خلال أربعة أيام. نحن متأخرون جدا". وكانت الولاياتالمتحدة سجّلت الخميس حتى الساعة 20,00 بتوقيت غرينتش أكثر من 37 ألف إصابة جديدة و692 وفاة إضافية في الساعات ال24 الماضية، حسب مركز الوقاية ومكافحة الأمراض. وفي الإجمال، أودى فيروس كورونا المستجدّ بحياة ما لا يقل عن 487,274 شخصا في العالم منذ ظهوره في الصين في كانون الأوّل/ديسمبر، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة حتى الساعة 11,00 ت غ الجمعة. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ عتبة 10 ملايين إصابة به سيتم تخطيها الأسبوع المقبل. 30 مليار دولار للأبحاث قدرت المنظمة أن تطوير الفحوص واللقاحات والعلاجات يحتاج إلى تمويلات تفوق 30 مليار دولار، جمع منها حتى اليوم 3,4 مليار دولار. وينعقد مؤتمر مانحين السبت بالتوازي مع حفل كبير عبر الانترنت سيشارك فيه نجوم من عالم الموسيقى، على غرار شاكيرا وكولدبلاي وجاستين بيبر، للمساعدة في تعبئة التبرعات من أجل البحوث المرتبطة بكوفيد-19. وبعد الولاياتالمتحدة (122,238 وفاة من بين 2,398,491 إصابة)، تمثل البرازيل ثاني أكثر الدول تضررا لناحية الوفيات (54,971)، فيما تجاوزت حصيلة ضحايا الفيروس في المكسيك الخميس عتبة 25 ألف وفاة. وحاول السكان في أوروبا طيّ صفحة الجائحة بعد أسابيع من الحجر الصارم، لكن عبّرت منظمة الصحة العالمية عن مخاوفها إزاء تسارع انتشار العدوى في 11 بلدا بالقارة، خاصة في شرقها، ما يمكن أن "يقود أنظمة الصحة إلى حافة الهاوية مرة أخرى". من بين علامات استمرار تهديد الفيروس، سجلت أوكرانيا 1109 إصابات بكوفيد-19 الجمعة، وهو رقم قياسي مع ارتفاع عدد الإصابات منذ إزالة القيود في 11 أيار/مايو. واعتبرت السلطات الأوكرانية أن ما حصل "موجة خطيرة"، وأعلنت أنها تجهز مستشفيات جديدة. وضمن مساعي الدول الأوروبية لإنعاش اقتصاداتها، شهد مطار باريس أورلي أول رحلة خلال ثلاثة أشهر. ازدحام في الشواطئ البريطانية دعت الحكومة البريطانية السكان إلى الحيطة، ملوحة بإمكانية إغلاق الشواطئ بسبب تجمّع آلاف المصطافين فيها خلال الأيام الماضية التي شهدت البلاد خلالها موجة حرّ. علاوة على ذلك، نشبت أعمال شغب لليلتين على التوالي عندما حاولت الشرطة التدخل لتفريق احتفالات في شوارع لندن، ما أدى إلى إصابة 22 عنصر أمر مساء الأربعاء في بريكستون. خرق أيضا آلاف من أنصار فريق ليفربول التوصيات الصحية مساء الخميس للاحتفال بأول لقب بطولة يفوز به ناديهم منذ 30 عاما. في سنغافورة، فقد أربعة بريطانيين رخص عملهم بعدما قاموا بجولة بين عدة حانات في خضم الحجر. وفي ما تبدو إشارة إلى استمرار الوباء لوقت طويل، تم تأجيل المرحلة النهائية من كأس ديفيز للتنس التي كانت مبرمجة في تشرين الثاني/نوفمبر 2021. لكن توجد تطمينات أيضا، إذ أظهرت دراسة أوروبية أن الوفيات جراء كوفيد-19 نادرة جدا في صفوف الأطفال، فهو لا يودي بحياة سوى 1 بالمئة من المصابين منهم.