أجمل الأيام هي تلك التي يعيشها الإنسان في كنف أسرته باعتبارها الملاذ الآمن والجماعة المرجعية الأولى التي تشكل شخصية الفرد وتصقل مواهبه من خلال التنشئة الاجتماعية والنفسية التي تكسب الفرد أبجديات التعامل مع الحياة وترسِخ بداخله منظومة القيم والأخلاق التي سيتماشى بموجبها طوال حياته ليتم توريثها فيما بعد للأجيال القادمة. وجرت العادة منذ العام «1993م» حينما تم الإعلان رسمياً عن اليوم العالمي للأسرة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يتم الاحتفال سنوياً بهذا اليوم والذي يصادف «الخامس عشر من مايو» من كل عام ليكون محفلاً جميلاً للتشارك والسلام بين أفراد الأسرة وبث المزيد من روح الطمأنينة والمحبة. وقد لا يدرك البعض أهمية هذا اليوم وما سيحدثه من أثر نفسي إيجابي يشعر به كل فرد من أفراد الأسرة، خصوصاً عندما يتم الحديث الجماعي عن أهمية الأسرة في المجتمع واستعراض أبرز المنجزات التي قاموا بتحقيقها، فضلاً عن تضحيات كل منهم لإسعاد الآخر ودور الوالدين في ذلك، وكذلك الحديث عن أبرز التحديات التي تواجه الأسرة على جميع الأصعدة. وتزامناً مع أزمة «فيروس كورونا»؛ فقد جسَّدت الأسرة السعودية أروع صور الوعي والانضباط الاجتماعي في التعامل مع الأزمة الراهنة من خلال عدة أنشطة خصوصاً الترويحية منها وأذكر هنا بعض أساليب الترويح القديمة مثل الإقبال على لعبة الكيرم والمونوبولي والدومينو «الضومنة» وبعض الألعاب القديمة التي تعتمد على المشاركة التي أسهمت بشكل فعال في كبح جماح سطوة التقنية؛ التي جعلت الأفراد يميلون نحو النزعة الفردية والتمحور حول الأجهزة الذكية فقط والمضي قدماً في محاكاة جموح العالم وتسارع وتيرته على حساب الإنسانية. أخيراً أثبتت الأسرة السعودية بأنها على قدرٍ عالٍ من الوعي والإدراك من خلال جودة التعامل مع الأزمات النابع من استشعار المواطنة الحقيقية وحب الوطن والحرص على توجيهات القيادة الحكيمة.. حما الله بلادنا من كل مكروه، وكل عام وأسركم بخير.