غيابك مفجوعُ به التوديع تركتَ أحبةً دفنوك رغماً عن الإنكارِ للخطبِ الشّنيعْ وبكّرت الذهاب بلا إيابٍ وغادرت الأحبةَ والجميعْ وحيداً في سريرك هل علمت بأنّ الموت كالسهم السريعْ فيا جزعَ الأحبة والأهالي على فقدٍ بهِ الدنيا تذيعْ على الأبّ المعلم والمربي على الابن المبادر والمطيعْ على الأخّ المساند والمؤاخي على الخِلّ المؤازر والوديعْ فما فهدٌ بمن يُنسى ولكن نقاوم شدة الفقد الفضيع ونجبر كسر أنفسنا وندعو وعند الله ما شيءٌ يضيعْ أظلمت دنياي حين مات عضيدي سارقا من حياتي كل فرحٍ وسعدِ كيف غابت لياليك عنا دون أي كلامٍ ووعدِ إيه يا فهد.. كيف نحيا بعد أن تركتنا ورحلت قصة البعد والحنين والفقد رحلة من العذاب الكئيب والصمت إيه يافهد كيف الليالي حائرات وبدرها قد غاب الخُطا رجفةٌ وبكاءٌ والشعور يا أخي مسائل وجواب أيها العضيد أما استطعت صبرًا كيف تغدو وتترك الأحباب كيف ألقاك ذكرىٰ بعد ما كنت مقصدي في الإياب سنة الله في الكون تجري لا اعتراض ولا يفيد حتى العتاب كيف أحكي عن المساء ويومي حين اغلقت يا أخي دوننا الأبواب راحلا بلا كلام ونظرة واستغاثة رحماك بالفؤاد والألباب غرز الحزن سيفه في فؤادي والأسى بعده ألف جرْحٍ وناب من تراب خلقنا ونحيا بين أحضان غيبةٍ وتراب كيف أبكيك يوما.. كيف اشكوك للحروف قصيدا غارقا في الأسى والعتاب كيف أحكي ألمًا يا عضيدي بين جنبي وقلبي... بين طول احتمالي والنوى فقدنا نبضًا غاليًا، وروحًا طاهرة، أخي فهد محمد راجح.. أصابنا الذهول والحسرة، وهول المصاب، ولكن لم يعد أمامنا إلا الترحم عليه، وتذكر حكاياته وتفاصيل حياته سيبقى جزءًا من الذاكرة وإن بعدت المسافات.. رحمك الله يافهد.