يعتبر بعض علماء النفس أن العقل الباطن لؤلؤةٌ مدفونةٌ داخل النفس البشرية تحتاج إلى من يكتشفها، فالعقل الباطن أو اللا وعي يعمل على تخزين كل ما يدور حولنا، كل ما رأته أعيننا، وكل ما سمعته 0ذاننا، وكل الأفكار التي غذيناها تُخزن بدقة في اللاوعي، كما أنه مسؤول عن الخواطر والأحلام، وعن مزاج الإنسان ويتفوق كثيراً على العقل الواعي من حيث القوة والسرعة، بل ويتحكم في 95٪ من حياتنا، فكل سلوكياتنا ومشاعرنا وتصرفاتنا وانفعالاتنا وقراراتنا تعتمد على نشاط الدماغ في العقل اللاوعي. ذكر جوزيف في كتابه قوة العقل الباطن مثال الجراح جيمس ستيل الذي اجرى في القرن التاسع عشر 400 عملية جراحية أي قبل ان يتطور علم التخدير ومع ذلك كانت نسبة نجاح عملياته كبيرة جدًا وصلت الى 98٪ والسبب يعود لخطابه الايجابي الذي كان يقنع به مرضاه بأن العملية ستنجح وهذا كان كفيلا أن تستجيب العقول الباطنية للمرضى، وبالتالي استجابة أجسادهم ونجاح العملية.. إذن علينا أن نؤمن بأن للكلام طاقة لا يستهان بها. قال الدكتور بروس لبتون هناك عدة طرق لتغير بعض العادات التي تراها سيئة في عقلك الباطن وأهمها هي التكرار والممارسة فأي عادة جديدة تود تعلمها عليك تكرارها عدة مرات وبعد فتره سيبدأ العقل الباطن بالاستجابة.. ف21 يومًا هي أقل مدة لتعلم عادة جديدة أو تغير عادة سيئة، فعندما تشعر مثلاً بأنك مكتئب لا تستسلم لهذا الشعور، لا تغذيه، لأنه سيفرض عليك التفكير على نحوه فتبدأ تُفكر اكتئابيًا وهذا سيولد مباشرهً شعور يعززه وستدخل في حلقة لعينة بين تفكير وشعور، يكفيك أن تحصي النعم التي تنعم بها وتستشعر عظمتها ليضمحل شعورك السيئ، وأن اردت اطلق نكتة لتضحك، وان لم تضحك تضاحك، فدماغك لا يفهم انك تفتعل هذا لأنه لا يميز بين واقع وخيال وفعل وافتعال وماض وحاضر، هو يفهم انك تضحك فعلاً فيبدأ مباشرة يعطي إشارات للدماغ ويفرز اندروفينات تعطيك شعورا بالاسترخاء، ويبدأ نشاط الدوبامين في دمك ويحسن مزاجك وهكذا يُخدع الجسم بسهولة فهيا نخدع أجسادنا.. وقد قالها نبينا العظيم: «ابكوا وإن لم تبكوا فتباكوا».