كلنا نحتاج للتفكير ويتضاعف الاحتياج في حال الأزمات (كجائحة كورونا مثلاً)، ولعل أسمى مرحلة من مراحل التفكير هي «التفكير خارج الصندوق» فمن خلاله يتقدم صاحبه خطوات في سباق الوصول للمعلومة وفي عراك التقنية وفي ساحة الأعمال ولغة الأرقام، وعلى العكس فإن التفكير داخل الصندوق يعرقل نمو الأعمال ويمنعها من التكيف مع التطور والتغييرات المتلاحقة، لذلك إذا كنت ترغب في تطوير أعمالك لا تدع البيئة التي نشأت فيها، والتعليم النمطي، والأفكار المسبقة، والافتراضات، وخبرات الآخرين، والثقافة التي نشأت عليها تمنعك من التفكير خارج الصندوق. إن التطور الملحوظ للجميع في وزارة العدل وكيف أن العالم التقني برز وبقوة في منجزاتها وكيف أنها حولت كثير من أعمالها للواقع الإلكتروني وأصبح بمقدرونا -على سبيل المثال لا الحصر- إتمام صكوك الزواج وإفراغ العقارات وإصدار التراخيص كل ذلك إلكترونياً ودون الحاجة للحضور لمقرات الوزارة وكل هذا يشجعنا أكثر للتفكير خارج الصندوق فيما يخص مستقبل مهنة المحاماة. لفتت انتباهي فكرة الذكاء الاصطناعي في المجال القانوني (طبعاً الشكر للسيد كورونا) وكتفكير خارج عن الصندوق هي فكرة قابلة جداً للتطبيق مع ما تنتهجه وزارة العدل مشكورة من خطوات جبارة تجاه هذا التوجه، ولا عجب إن عرفتم أن هناك دراسة تقول إن تطبيق فكرة الروبوت القانوني سيخفف على القضاة أعمالهم بما نسبته 60٪ إلى 70٪ وستكون المحاكم الافتراضية وسيلة للإنجاز بشكل كبير، كذلك يقوم الروبوت بمراجعة العديد من الاتفاقيات بمفرده بينما نحتاج في الواقع الحالي للعديد من المستشارين القانونيين لإتمامها، ومن الطريف أن نذكر بأن (أكواب القهوة) هي أيضاً نحتاج لاستهلاكها للإبقاء على درجة تركيز جيدة لدى القانوني لإتمام عمله بينما السيد روبوت هو نشيط دون أن يحتاج لشرب أي كوب قهوة. كشفت الصين عن قضاة من عالم الذكاء الاصطناعي ومحاكم إلكترونية وكانت أول (محكمة إلكترونية) في الصين تأسست في عام 2017 م بمدينة هانجتشو، وفي أمريكا مثلاً هناك محكمة إلكترونية بولاية ميتشيجان. هذا يجعلنا نقول إنه مع التقدم التقني وفي ظل قدوم جيل 5G فإننا أمام واقع قد يصبح حقيقة بأن تكون لدينا محاكم هي عبارة عن تطبيق تحمله في جهازك المحمول، ومستشار ذكي في مكاتب وشركات المحاماة يقدم ويحلل العقود والقضايا. خالد أحمد المحمادي * محامي ومستشار القانوني