اتفق خبراء اقتصاديون على أن الأزمة المالية التي تعيشها المملكة حاليًا مؤقتة، وأن رفع الضريبة يعد أداة حكومية للتعاطي مع حالات التضخم والانكماش وغيرها وسد العجز في الميزانية. قال المحلل الاقتصادي علي الحازمي: إن كل الأزمات التي عاشتها المملكة من جراء انخفاض اسعار النفط كانت مؤقتة، مشيرا الى ان الاجراءات التقشفية في 2016 جرى التراجع عنها سريعا بعد تحسن الاسعار، واضاف: اثبت السعوديون خلال كل الأزمات انهم مع الوطن قلباً وقالباً موضحا ان التضحيات ليست بالدماء والأروح فقط وانما بالوقفوف بجانبه في المحن الاقتصادية. وقال: إن ما تعرض له العالم على وجه العموم في هذه الجائحة امر استثنائي لم يشهده التاريخ من قبل، ورغم ذلك فإن الإجراءات التقشفية التي قامت بها المملكة هي الأقل حدة على مستوى العالم. وقد جرى ضخ ما يقارب 180 مليار ريال اي 18٪ من الناتج المحلي في القطاع الخاص من اجل تجاوز الازمة. ووصف الدكتور محمد مكني عميد كلية الاقتصاد والعلوم الادارية بجامعة الإمام الجدل الذي أثارته تصريحات وزير المالية الأخيرة الخاصة بالإجراءات الإضافية لمواجهة الآثار المالية والاقتصادية الناتجة عن جائحة فيروس كورونا المستجد، بالأمر المنطقي من أجل تعويض العجز في الميزانية، وأوضح أن الضرائب من الأدوات التي تستخدمها الحكومات في كل الأحوال الاقتصادية ففي حالة التضخم مثلاً يتم رفع الضرائب لتعمل على امتصاص القوة الشرائية الزائدة، وفي حالة الانكماش يتم تخفيضها لرفع الطلب ودفع عجلة الاقتصاد، والأصل أيضاً أن الضرائب وجدت لتساعد على تحسين معيشة المواطن اليومية، من خلال رفع جودة الخدمات واشار الى انه في أزمة كورونا كان علينا أن نجعل من الأولويات رفع نسبة الضرائب، ليس بهدف زيادة إيرادات الدولة، وانما لتغيير السلوك الاستهلاكي بشكل غير مباشر، لتقليص الضغط على مخزوناتنا الغذائية والاستهلاكية، موضحا أن الاستهلاك المرتفع يعيق التنمية لأنه يستنزف المدخرات، وأكد زيادة الضرائب لن يرفع مداخيل الدولة ( فوراً )، موضحا ان أثر هذا الرفع سيظهر في احسن الاحوال مع نهاية الربع الرابع لهذا العام واشارت لمياء عبدالعزيز بشاوري عضو في الحوار الوطني الى دعم وزارة الصحة والقطاع الاقتصادي بمئات المليارات بسبب ازمة كورونا، والمطلوب اليوم من المواطن هو الوقوف إلى جانب الدولة، وتفهم الوضع جيداً لنثبت للعالم أننا قادرون على النهوض، والعودة باقتصاد المملكة إلى ما كان عليه وأفضل، واشارت الى تنوع برامج الدعم لتشمل ضخ الاموال بصورة مباشرة، او تأجيل الرسوم والضرائب وغيرها.