عندما ينظر الإنسان ويتأمل في تلك الإنجازات والنجاحات لابد أن يكون هناك حديث شيق يستقطب العقول والقلوب ويثير الشجون ويزيد الراغبين في النجاح شوقاً وحماساً واجتهاداً لبلوغ ذلك النجاح وتلك الإنجازات العظيمة والكبيرة جداً، فالنجاح الذي يراود مخيلة الكثير من الناس في حياتهم ليس في الواقع أمراً سهل المنال، بل إنه وثيق الصلة ومرتبط بعوامل كثيرة لها أثرها ودورها في تحقيق ذلك النجاح للوصول إلى هدف يكون محدداً إذا توفرت بعض العوامل. فالنجاح مرتبط بعوامل ودوافع ترتقي بمستوى الأداء كالتحفيز والإثارة وعدم التحيز وتوزيع الشهادات التقديرية وتوزيع الأدوار على سبيل المثال ومحاولة كسب الصلاحيات حيث إن الصلاحيات تؤخذ ولا تُعطى إذا توفرت عوامل أخرى في هذا الجانب تعتبر ركائز أساسية من ركائز النجاح الذي يطمح له كل فرد راغب في النجاح وتوصله إلى مستوى متميز من الطموح الذي رسمه لنفسه، ويأتي دور الإدارة الفعال في رسم الأهداف الطموحة التي تعبر عن ذات الشخص ورغبته في تحدي المصاعب ومنافسة الأقران وتسهيل ذلك مع عدم التحيز وسيادة الرأي الأوحد ولا نغفل دور التربية في تعزيز هذا المطلب لأنه جانب مهم في تحقيق الهدف. والنجاح عمل تتجاوز نتائجه المستوى الذي يطمح إليه الفرد بنفسه وبمستوى طموحه وتحقيق أحد الأمور النسبية حيث يتوقف على عقلانية وواقعية الأهداف والمطامح أكثر من توقفه على انسيابية العمل، والعمل الإداري المجرد من الخبرة الذاتية والمعرفة الشخصية لا يعطي الشخص الثقة في نفسه برسم أهداف طموحة يمكن الوصول إليها بجهد مقبول ومعقول بل تكون مستحيلة و بالغة الصعوبة أو تكون على العكس من ذلك سهلة إلى درجة تستوجب السخرية. إن بلوغ النجاح في حد ذاته يعتبر حافزاً يحقق أعلى مستوى من الطموح والتطلع إلى أفضل النتائج لارتباطه بالعوامل النفسية المصاحبة للعمل المحبوب والمرغوب فيه من قبل الفرد وهذا جانب مهم جداً أن يكون ذلك العمل محبوباً ومرغوباً فيه حيث يتمكن من أخذ وضعه الصحيح وهو الرغبة في تحقيق الذات واكتساب الخبرة. والذي يبعث بدوره الآمال والمطامح إلى مستوى يتناسب مع قدراته وإمكاناته التي تحيط بها كثير من العوامل الحضارية والاجتماعية وخاصة العوامل النفسية والتي قد تكون حافزاً أو رادعاً لعدم بلوغ الفرد مستوى الطموح المأمول. من هذا الجانب انطلق علماء الإدارة بالتركيز على النظريات السلوكية في الإدارة، لأن العوامل المذكورة سلفاً ذات آثار بالغة في تحديد مستوى طموح الفرد ونجاحه وعلاقة هذا بالجماعة حيث إن بلوغ الهدف وتحقيق النتائج منه مرتبط بنوعية السلوك الجماعي وهذا ليس بجديد في حياة البشر إذ إن الخطاب القرآني في مواضع كثيرة كان خطاباً للجماعة وكذا أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله) الآية، (وأمرهم شورى بينهم) الآية. ويدل على أن هناك علاقة متداخلة بين السلوك الجماعي والعمليات الجماعية ومدى قدرة الفرد على تحقيق الأهداف والنتائج في ظل هذه التنظيمات الجماعية، والتوكل على الله قبل كل شيء، ونوع علاقة الفرد بالجماعة والعكس، لأن تلك العلاقة تؤمن الإنتاجية وتحقق من خلالها الانتماء للجماعة وإشباع رغبات الفرد التي تمكنه من الشعور بكيانه الإنساني الذي يؤمن له القدرة على توظيف قدراته ومهاراته في خدمة مجتمعه.