في فيلم خيال علمي مشهور اسمه «Contagion» انتج سنة 2011، مشاهد مطاعم، وصالات رياضية، ومطارات، وشوارع رئيسة في مدن عالمية، خاوية على عروشها، في أعلى درجات الابهار والخيال العلمي، لما قد تصل اليه البشرية، في حال تعرضها الى مرض فيروسي قاتل.. أين ذهب البشر؟ والحقيقة أن مشاهدي فيلم الخيال العلمي هذا، لم يخطر في بالهم أبداً، انهم سيلعبون في يوم من الأيام دورا في النسخة الواقعية منه، في أكبر انتاج عالمي شارك فيه كل البشر وبتكلفة تريليونات من الدولارات.. وكان في الفيلم كل الارهاصات لما يحدث الآن في أرض الواقع، بما فيها الخفافيش والخنازير، والمصل الشافي المعافي الذي يظهر فجأة في أشهر قليلة.. وطبعًا كل أنواع وأشكال الدراما من مستشفيات ميدانية،وانهيارات اقتصادية وخلافه.. الواقع أن الصدمة من جائحة كورونا لم تستقر في نفوس الجميع بعد والجميع يشعر أنه يعيش في حلم أو كابوس.. والفارق بيننا درجات الحلم أو الكابوس. ومع هذه الجائحة ظهرت العديد من الطرائف واللطائف لتخفف علينا أثر الصدمة.. ومنها اقتحام بعض الأزواج المطبخ والاعتصام فيه، ربما بسبب رفض كثير من الأطفال اشراك آبائهم معهم في اللعب.. مما نتج عنه ارتفاع نسب الطلاق فعليًا في الصين بعد فك الحظر.. ووجود الكثير من النقاشات والمشاورات النسائية على مستوى الشرق الأوسط، لعمل نفس الاجراء بعد انتهاء الجائحة.. وكأنما الإنتاج الواقعي لأفلام الخيال العلمي لم يتوقف عند نوع واحد من الكوارث الطبيعية، بل أراد الابهار حتى الانهيار.. والانهيار كان في أسعار النفط، ثم يأتي محبو البيئة، تلك المخلوقات.. فنجدهم ينشرون صور الغزلان تمرح على طريق الطائف، والدلافين تسبح وتمرح في قنوات فينيسيا، ويتحدثون عن تنفس الكوكب بسبب توقف المصانع.. ولله في خلقة شؤون!! وأنا مستعد أبدل مع الدلافين، هم يأتوا الى التسوق من السوبرماركت في الخالدية قبل ساعات الحظر بدالي، وأروح أنا أغطس مع الدلافين في فينيسا وأوعدكم أحافظ على البيئة.. ماهو الموضوع خيال علمي على كوميديا سوداء.. وأخيراً خليك في البيت. * طبيب وكاتب ومدير تنفيذي