دعت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية ، اليوم الأربعاء الحكومة اليونانية إلى "اتخاذ إجراءات فورية" لإنهاء الاكتظاظ في مخيمات المهاجرين في جزر بحر إيجه من أجل تجنب أزمة صحية عامة، وقالت بلقيس ويلي الباحثة حول الأزمات والنزاعات لدى المنظمة في بيان إنه "بينما تعمل الحكومة اليونانية على وقف انتشار الفيروس، تظهر الظروف البائسة في مخيمات الاستقبال عبر الصور والتسجيلات التي تصل من ليسبوس وخيوس وساموس وكوس وليروس، غياب الحد الأدنى من معايير الحماية ضد فيروس كورونا المستجد". وأكدت أنه "في هذه الظروف من المستحيل غسل اليدين أو تطبيق التباعد الاجتماعي"، ويعيش حوالى 35000 مهاجر وطالب لجوء في هذه المخيمات البائسة، أي ست مرات أكثر من طاقتها الاستيعابية وفق المنظمة غير الحكومية الأميركية التي أجرت الأسبوع الماضي مقابلات مع أحد عشر طالب لجوء عبر الهاتف، بمن فيهم أفغان وفلسطينيون وصوماليون وسوريون وتسعة عاملين فيها. ودعت هيومن رايتس ووتش السلطات اليونانية إلى "الإسراع في تحديد" سكان المخيمات الضعفاء وخصوصًا "كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة أو مجموعات أخرى في خطر مثل الأطفال غير المصحوبين والمعوقين والحوامل.. واتخاذ خطوات لحمايتهم من كوفيد-19 لتجنب أزمة صحية عامة"، نظم المئات من طالبي اللجوء الأفارقة اعتصاما الأربعاء عند مدخل مخيم موريا في جزيرة ليسبوس للمطالبة بنقلهم من الجزيرة ومن المخيم الذي يوازي البقاء فيه "الموت" وفق تعبيرهم. وحتى الآن لم يتم الكشف عن أي إصابة بفيروس كورونا المستجد في هذه المخيمات وفقًا للسلطات، بينما تم وضع مخيمين في الحجر الصحي في البر الرئيسي لليونان في أبريل بعد اختبارات كشفت وجود الفيروس لدى بعض طالبي اللجوء. وعزلت السلطات الثلاثاء قرية كرانيدي الواقعة على بعد 166 كيلومترا جنوب غرب أثينا لمدة أسبوعين بعد أن ثبتت إصابة 148 من بين 470 مهاجرا يقيمون في فندق قريب بالفيروس، واليونان أقل تأثرًا من الدول الأوروبية الأخرى بكوفيد-19 ولا تجري سوى عدد قليل من اختبارات الكشف. وسجلت رسمياً 121 وفاة بفيروس كورونا المستجد و2401 إصابة. وفرضت السلطات العزل العام منذ 22 مارس، بعد خمسة أيام من فرض الحجر على مخيمات المهاجرين في جميع أنحاء البلاد. وقال وزير الهجرة واللجوء نوتيس ميتاراخي الثلاثاء: إن 5,3% من المهاجرين الذين يعيشون في مخيمات في الجزر قد تم نقلهم إلى بر اليونان الرئيسي منذ يناير وأن عمليات النقل هذه ستستمر، وبحسب الوزير، سيغادر بنهاية هذا الأسبوع 2380 من طالبي اللجوء الضعفاء الجزر ليتم إيواؤهم في فنادق في البر الرئيسي، لكن منظمة هيومن رايتس ووتش تأسف لأن عدد عمليات النقل "ليس كافيًا" لإنهاء الاكتظاظ في المخيمات وأن خطة الحكومة لا تقدم حلاً لمشكلة نقص المياه الجارية أو المنتجات الصحية، وقالت بلقيس ويلي إن "اكتظاظ المخيمات يمثل مشكلة مزمنة" وأن أزمة كوفيد-19 "أظهرت غياب التضامن الأوروبي حول هذه المسألة الأمر الذي فاقم الوضع وعرض آلاف الأرواح للخطر".