عقب وباء الإيبولا الذي ضرب غرب أفريقيا، في محاضرة (لبيل غيتس) مؤسس شركة ميكروسوفت كان ذلك في مارس 2015م، قال فيها: «عندما كنت صغيراً، كانت الكارثة التي كنا نخشاها أكثر من غيرها هي قيام الحرب النووية، أما إذا كان شيء ما سيقتل أكثر من عشرة ملايين إنسان في العقود القليلة القادمة، فمن المحتمل أن فيروساً شديد العدوى وليس الحرب النووية، استثمرنا الكثير في الردع النووي، والقليل جداً في نظام احتواء الفيروسات القاتلة، نحن غير مستعدين». وفيما يتعلق بفيروس إيبولا الذي أودى بحياة عشرة آلاف إنسان في بعض دول أفريقيا، ذكر بيل غيتس الذي تابعه عبر مؤسسته الإنسانية، أن المشكلة كانت في عدم وجود نظام، لم يكن هناك فريق من علماء الأوبئة جاهز للذهاب إلى المكان الذي انتشر فيه الفيروس، حتى منظمة الصحة العالمية -والكلام لبيل غيتس- لم تكن مسلحة للقيام بدورها في ذلك الوقت. وفي تقرير لمجلة المشاهد اليافع الفرنسية، ذكر الكاتب الصحفي (تيموتي فيلار) أن ما يخشاه بيل غيتس هو حدوث وباء أكثر فتكاً وأن فيروس إيبولا كان إنذاراً عالمياً، مشيراً إلى أن عدم انتشار إيبولا أكثر مما وقع، له عدة أسباب، منها العمل السريع للفرق الطبية وطبيعة الفيروس الذي لا ينتشر في الهواء إضافةً إلى أن الشخص لا يصبح معدياً إلا بعد أن يكون مريضاً طريح الفراش، وأضاف أنه لم يؤثر إلَّا على عدد قليل جداً من المناطق الحضرية وهي مسألة حظ فقط، أما في المرة المقبلة -والكلام لبيل غيتس- فقد يكون العالم أقل حظاً إذا تخيلنا مثلاً فيروساً آخر، يستطيع المصابون به السفر أو الذهاب إلى السوبر ماركت. أو ما هو أسوأ من ذلك بأن يكون الفيروس قادراً على الانتشار في الهواء مثل الإنفلونزا الإسبانية عام 1918م، التي انتشرت في أعقاب الحرب العالمية الأولى وأودت بحيات ما بين 50 إلى 100 مليون شخص وهو ما عادل ضعف المتوفين في الحرب العالمية الأولى. كما أضاف قائلاً: «بأنه لا داعي للقلق ولكن علينا أن نفعل شيئاً»، ودعا إلى نظام صحي عالمي وتكوين وحدات طبية متنقلة مسنودة باحتياطيات، خاصة أن التقدم في علم الأوبئة يمنح البشرية أسلحة للرد السريع. وختم بيل غيتس المحاضرة قائلاً: «هناك شيء إيجابي واحد يمكن أن يُستخلص من وباء إيبولا، أنه يمكن أن يكون بمثابة الإنذار المبكر، أو دعوة للاستيقاظ. إذا بدأنا الآن فيمكننا أن نكون على أهبة الاستعداد للوباء القادم».