يفتتح غدًا السبت مستشفى ميداني كبير في مركز مؤتمراتبلندن، استغرق تجهيزه تسعة أيام فقط، لاستيعاب الارتفاع في عدد مرضى فيروس كورونا المستجد ودعم النظام الصحي البريطاني الذي تعصف به الأزمة. تسعى الحكومة البريطانية لاثبات عزمها على مكافحة كوفيد-19 بعد تعرضها لانتقادات تتهمها بالتأخر في فرض حجر على السكان، وأودى الفيروس حتى الآن بحياة 3 آلاف شخص في البلاد. ووعدت الحكومة بمضاعفة عدد الفحوصات عشر مرات، خاصة للطاقم الطبي، وتعمل على تجهيز عشرات آلاف الأسرّة الجديدة في المستشفيات. أنشئ مستشفى نايتنغيل بمساعدة الجيش، وتبلغ طاقة استيعابه الأولية 500 سرير ويمكن زيادتها إلى 4 آلاف، ما يعادل قدرة استيعاب 10 مستشفيات تقليدية. وافتتح المستشفى الأمير تشارلز عبر الفيديو من مقر إقامته في اسكتلندا، فيما حضر وزير الصحة مات هانكوك في عين المكان، وهو حلقة أولى في سلسلة مستشفيات مؤقتة ستقام في أنحاء المملكة المتحدة. واعتبر نجل الملكة اليزابيث الثانية المستشفى "نورا ساطعا في هذه الأوقات المظلمة". وأضاف ولي العهد الذي أنهى هذا الأسبوع فترة الحجر عقب إصابته بالفيروس، "هذا بالتأكيد إنجاز على جميع الأصعدة، من سرعة إنشائه خلال تسعة أيام فقط إلى موهبة من شيدوه".من جهته، أعلن رئيس الحكومة بوريس جونسون الجمعة، عقب تأكد إصابته بكوفيد-19 قبل أسبوع، أنه سيمدد فترة الحجر الذاتي لسبعة أيام بتوصية من السلطات الصحية لأنه لا يزال يعاني من الحمى. وسجلت رسميا في المملكة المتحدة 33718 اصابة بينها 2921 وفاة، وينتظر أن يبلغ الوباء ذروته بحلول عيد الفصح، يوم 12 ابريل. ويتوقع أن يعمل في هذا المستشفى الهائل 16 ألف مقدم رعاية، وهو أمر غير مسبوق في بريطانيا يأتي ضمن مساعي الحد من نسق انتشار الفيروس. وستنشأ أربع مؤسسات مماثلة في انكلترا، في برمنغهام (وسط) ومانشستر (شمال) وهاروغيت (شمال) وبريستول (جنوب غرب)، تحوي في الاجمال 7 آلاف سرير. أما في اسكتلندا، فيجري العمل لافتتاح مركز يحوي 300 سرير - يمكن رفع قدرته إلى ألف سرير، وتسعى ويلز لوضع 6 آلاف سرير إضافي في عدة مستشفيات ميدانية أنشئت في ملاعب أو مراكز ترفيه. أساور مناعة رغم سرعة تركيز مستشفى نايتنغيل، تمثل إدارته تحديا. وفق وثائق نشرتها مجلة الخدمة الصحية، يوجد قلق لدى المشرفين على المستشفى حول عدد سيارات الاسعاف المتوفرة لنقل المرضى وحول تشكيل فرق العمل غير المتخصصة حتى الآن في الرعاية المركزة والتي ستعمل في مكان ليست معتادة عليه.وتواجه الحكومة وضعا حساسا في المستشفيات، اذ تعاني الطواقم الطبية من نقص في تجهيزات الحماية والفحوصات. مساء الخميس، أقر وزير الصحة المتعافي حديثا من الفيروس بمواطن الخلل ووعد برفع عدد الفحوصات اليومية إلى 100 ألف ببلوغ نهاية ابريل، مقابل 10 آلاف حاليا. الهدف هو إجراء فحوصات مكثفة خاصة للطواقم الطبية التي يوجد 8 بالمئة منها في العزل بسبب ظهور أعراض المرض عليهم. ويمكن لمن يثبت عدم إصابتهم العودة إلى العمل وتخفيف الضغط على المستشفيات. وحين تتوفر الفحوصات المصلية، سيصير الهدف تحديد الناس الذين كوّنوا مناعة من الفيروس ومن ثم السماح لهم بالخروج من الحجر للتخفيف من الآثار الاقتصادية والاجتماعية للوباء. وشهد القطاع الخاص البريطاني تراجعا قياسيا في مارس، وتقدم نحو مليون شخص بمطالب لتلقي مساعدات اجتماعية، وذلك رغم إقرار الحكومة تدابير دعم غير مسبوقة. مساء الخميس، تحدث وزير الصحة عن فكرة إصدار "شهادات مناعة، أو ربما أساور". لكن شكك عدة علماء في إمكانية تطبيق الفكرة.