أظهر عدد من المقاطع التي بثها مؤخرا قلة ممن يطلق عليهم «مشاهير السوشيال ميديا» أن بعض هؤلاء بعيدين عن التفكير العقلاني ويسيطر عليهم الخواء الفكري ولايدركون مخاطر أفعالهم..عندما ينتهكون التعليمات بقصد أو بغيره.. يقومون ببث الرسائل الخاطئة إلى متابعيهم، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى رفع الوعي والابتعاد عن المخاطر وبالذات في أزمة»كرونا» الحالية.. بعض المشاهير أثبتوا للناس في هذا الوقت أنهم مجرد مهرجين، ساقتهم الشهرة إلى تصدر المشهد، ومع أول الأزمات انكشف هؤلاء، فكر سطحي، تصرفات هوجاء، عدم إدراك للمخاطر، عدم اهتمام بالتعليمات، طغى عندهم حب التصوير على تجنب المخاطر، وبالتالي أصبحنا نشاهد التصرفات التي قد تكون أقرب إلى سلوكيات بعض الأطفال أو فاقدي العقول، فما بين مقاطع «الحلاقة» و»التجوال» في وقت المنع سقطت الأقنعة وانكشف ضعف العقول والإدراك. عقول فارغة العقول الفارغة انكشفت بشكل سريع، فلم يستطع هؤلاء تقديم أي عون أو خدمة للجهات التي تقوم بدورها في سبيل الحد من تفشي فايروس كرونا، وقد لا يلامون في ذلك فكل ما يستطيعون القيام به التهريج السطحي، وأضحاك الآخرين بتصرفات حمقاء، فما يدور حاليا قد يكون أكبر من إمكانياتهم بشكل كبير، وإلا كيف نفسر قيامهم ببعض الأعمال المحظورة في الوقت الحالي، ومن ثم تصويرها ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكأنهم يقولون للناس نحن لسنا مثلكم، نستطيع أن نقوم بما نريد في أي وقت غير مدركين للتصرفات التي يقومون بها ومدى تأثيرها على الناس، خصوصا أن من بين هؤلاء أطفال ومراهقين وسذج قد يقومون بتقليدهم في تصرفاتهم السطحية. تهريج وتسطيح إن مهرجي «السوشل ميديا» لم يكن لديهم القدرة على إبراز إنجازات الوطن التي تتحقق في جميع الأوقات، بل كان تركيزهم على التهريج والتسطيح، ومحاولة استرضاء المتابعين على حساب الوطن وحساب القيم، بل إن هؤلاء المهرجين استطاعوا خداع الناس من خلال الدعايات غير الواقعية التي تسببت في زيادة الاستهلاك لدى بعض الأسر، ونشر بعض المفاهيم الخاطئة، والتسبب في التفكك الأسري وغيرها من الامور التي انتشرت بسبب الفقر الثقافي لدى المهرجين. دور الإعلام والصحافة مع هذه الأزمة «كورونا» أثبت الإعلام الرسمي والصحافة أن التعامل مع مثل هذه الأزمات عمل احترافي، تقوم به هذه الأجهزة بمنهجية عالية، واحترافية مهنية، وقدرة على إيصال الرسائل التوعوية والتثقيفية بكل اقتدار. لقد أثبت الإعلام الرسمي أنه لاغنى عنه في الأزمات، فالخبرات والعمل المهني الاحترافي والنظرة الشمولية هي الركيزة الأساسية التي تحرك العمل الإعلامي والتثقيفي بما يتناسب وتوجهات وأحداث المرحلة، فالعمل بشكل متزن وعقلاني يؤدي حتما إلى التكامل مع الجهات الرسمية التي تقوم بدورها في مختلف الأحداث والأزمات ومن ذلك الأزمة الحالية «كورونا». إن الإعلام الرسمي تقع عليه الآن مهام جسيمة في هذا الظرف تحديدا من خلال رفع الوعي، وزيادة الجرعات الثقافية، وإبراز إنجازات وعطاءات بلادنا الغالية، وإيصال الرسائل إلى العالم أجمع، عن كل ما يتحقق من إنجازات وطنية لا يمكن أن نوصفها في أيام أو أشهر.. بل نحتاج إلى سنوات لإظهار منجزات هذا الوطن. ضبط السنابات ووسائل التواصل إن منع السنابات ووسائل التواصل الاجتماعي من تغطيات الحظر ونقاط التفتيش وغيرها من المهام خطوة أولى للحد من تصرفات الوسائل الاجتماعية التي لاتستطيع القيام بدورها كما ينبغي في سبيل خدمة الصالح العام، كما أن ذلك ساهم في عودة وسائل الإعلام الرسمية إلى ميدانها الحقيقي ومواصلة الركض بشكل احترافي ومهني يؤدي في الأخير إلى خدمة المصلحة العامة من خلال إعلام يدرك ماذا يقدم. كما أن هذه الخطوة يجب أن يتبعها خطوات أخرى تتمثل في قيام وزارة التجارة بمنع أي وسيبلة تواصل اجتماعي من القيام بالإعلانات التجارية لبعض المنتجات أو المحلات التجارية إلا بعد حصول المحل أو المنتج على تصريح من الوزارة باسم الوسيلة ومن يقف وراءها حتى نسهم في الحد من بيع المنتجات المقلدة والمزورة، كما أن على الجهات الحكومية الالتزام بأن تقتصر الدعوات الرسمية لديها على وسائل الإعلام الرسمية المصرحة، قبل أن يؤدي جهل بعض من يطلقون على أنفسهم إعلاميين بارتكاب أخطاء قد تسيئ إلى الجهة الحكومية وإلى خدماتها. مساءلة وعقوبات تقف النيابة العامة والجهات الأمنية المختلفة بالمرصاد لأمثال هؤلاء، فالتصرفات غير العقلانية ستقابل بالقوة والقبض الفوري فلامجال للتهاون أبدا.. وقد أكدت النيابة العامة أن إنتاج صور أو مقاطع فيديو لمخالفات أمر منع التجول، أو التحريض عليه، ونشره عبر وسائل التقنية المعلوماتية، يُعد جريمة كبيرة موجبة للتوقيف ويُعاقب مرتكبها طبقاً للمادة السادسة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية بالسجن إلى5 سنوات وغرامة إلى3 ملايين ريال، دون أن تطال المُساءلة للمُبلغين.