أزمة كورونا أزمة عالمية لها تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وقد أحدثت ربكة عالمية في جميع المجالات وأصبحت الشغل الشاغل لكل أطياف المجتمع، فقد جعلت الجميع يتخذ من التدابير والاحترازات ما يحد من احتمالية انتشار الفيروس، ونحن في المملكة العربية السعودية قامت الدولة أيدها الله بجهود عظيمة في تجنيب البلاد والعباد شر هذا الوباء الخطير من خلال العديد من الإجراءات الاحترازية. وفي الأزمات لابد من التفكر والتدبر واستلهام العبر والدروس المستفادة منها فلا توجد محنة إلا وبها أيضاً منحة، فقد نشرت بعض مواقع الإنترنت تقريرًا لخبير الموارد البشرية بجامعة ستانفورد (مارشال بورك) والذي أكد فيه أن انخفاض التلوث في الصين خلال شهرين نتيجة للحجر الصحي قد أسهم في نجاة 4000 طفل دون سن الخامسة من الموت وكذلك 73000 فوق سن 70 سنة، وخلص إلى أن الانخفاض في التلوث سينقذ حياة أشخاص بمقدار يعادل 20 ضعفًا من عدد الوفيات نتيجة لكورونا. في ظل هذه الأزمة لاحظنا في هذا الوطن العظيم التناغم الكبير بين قيادة هذه البلاد والمختصين في الشأن الصحي وهيئة كبار العلماء والمواطنين وهذا دليل على تمسك بلادنا المباركة ومواطنيها بالدستور العظيم والأخذ بعظمة هذا الدين وسماحته ويسره، وأن المواطن هو المستهدف الأول وهو العامل الأهم في نجاح كل الخطط لمواجهة الأزمة، فمن خلال التزامه بالتعليمات يساهم مساهمة حقيقية في دعم بلاده ومواجهة الخطر والقضاء عليه، كذلك من الجوانب المهمة أن هذه الأزمة أكسبت الأجهزة الحكومية المعرفة والخبرة في مواجهة الأزمات وتقويم أنظمتها ومدى فاعلية خطط الطوارئ البديلة لديها. وعلى مستوى الأسرة ودورها نلاحظ بعد أن تحتم عليها القيام بمتابعة تعليم الأبناء في المنزل من خلال منصات التعليم عن بعد، فرصة التعرف على منصات وزارة التعليم وما تتيحه من خدمات للأبناء وأولياء الأمور. إن هذه الأزمة الكبيرة جعلتنا نشعر بالنعم العظيمة التي أنعم الله بها علينا دون أن نحس بها إلا بعد فقدها فبعد أن كنا مطمئنين في مساجدنا وفي مناسباتنا وفي أسواقنا وفي أعمالنا انقلب الحال فجأة.. ولذلك يجب استشعار نعم الله علينا الظاهرة والباطنة وشكرها. ستزول هذه الأزمة بإذن الله ويبقى الأثر الكبير لثقافة الالتزام، وجودة إدارة الأزمات، وتغيير القناعات واستلهام العبر والخبرات. محمد إبراهيم الزاحمي مدير التعليم بالقنفذة