يبدي رياضيون قلقهم من مخاطرة السلطات اليابانية والأولمبية الدولية بالإصرار على المضي قدما في خطط إقامة أولمبياد طوكيو في موعده رغم تفشي فيروس كورونا المستجد، بينما اعتبرت اللجنة أن أي حل بشأن مصير دورة الألعاب لن يكون مثاليا. لكن دائرة الانتقادات حيال اللجنة بدأت تتسع، وبلغت بيتها الداخلي مع اعتبار العضو فيها الكندية هايلي ويكنهايزر، أن «هذه الأزمة هي أكبر حتى من دورة الألعاب الأولمبية»، الحدث الرياضي الأكبر عالميا والذي يستقطب كل أربعة أعوام، آلاف الرياضيين وملايين المشجعين. وأضافت الرياضية السابقة المتوجة بأربع ميداليات ذهبية في منافسات الهوكي على الجليد «من وجهة نظر رياضية، يمكنني أن أتخيل القلق الذي يشعر به الرياضيون في هذه الأثناء». وأضافت ويكنهايزر «اعتقد أن إصرار اللجنة الأولمبية الدولية على المضي قدما، بهذا القدر من الاقتناع، هو غير حساس وغير مسؤول بالنظر إلى الوضع الحالي للانسانية». ورد متحدث باسم اللجنة الدولية الأربعاء، معتبرا في بيان مقتضب ،ان هذا وضع استثنائي يتطلب حلولا استثنائية. اللجنة الأولمبية الدولية ملتزمة إيجاد حل يتسبب بأقل تأثير سلبي على الرياضيين، مع الحفاظ على نزاهة الدورة وصحة الرياضيين». واعتبر المتحدث أن «أي حل لن يكون مثاليا في هذا الوضع، ولهذا نحن نعول على مسؤولية الرياضيين وتضامنهم». وقالت حاملة ذهبية أولمبياد ريو 2016 للقفز بالزانة، اليونانية كاتيرينا ستيفاندي «الأمر لا يصدق ماذا عن الرياضات الجماعية حيث يضطر الجميع للتمرن معا؟ ماذا عن السباحة؟ ماذا عن الجمباز حيث يضطرون للمس التجهيزات نفسها؟». وتابعت «لا يقيمون أي اعتبار للخطر الذي يضعوننا فيه حاليا». كل شيء تغير وبدأت الشكوك تتزايد في الأيام الماضية بشأن انطلاق الألعاب في موعدها، حتى من قبل اليابانيين أنفسهم. وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة «كيودو» للأنباء ونشرت نتائجه الإثنين، أن 69,9 بالمئة من أصل ألف مشارك في الاستطلاع، يرون أن طوكيو لن تكون قادرة على إقامة الألعاب في موعدها. و بقيت اللجنة الأولمبية على موقفها المعلن من أي تعديل محتمل، مؤكدة أنها «تبقى ملتزمة بشكل كامل بدورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، ومع تبقي أكثر من أربعة أشهر على انطلاقها، لا حاجة في هذه المرحلة لاتخاذ أي قرارات جذرية، وأي تكهنات في هذه الفترة ستكون غير منتجة». ورأت اللجنة أن «الوضع المحيط بفيروس «كوفيد-19» يؤثر أيضا على التحضيرات للألعاب الأولمبية طوكيو 2020، وهذا وضع يتبدل كل يوم»، مشجعة الرياضيين على مواصلة تحضيراتهم «بأفضل طريقة ممكنة». ولقيت هذه الدعوة انتقادات أيضا، ومنها لبطلة العالم للسباعية البريطانية كاتارينا جونسون-تومسون التي قالت «أشعر بأنني تحت الضغط للتمرن والحفاظ على الروتين نفسه، وهذا أمر مستحيل» في ظل الوضع الحالي. أما عداءة المسافات المتوسطة البريطانية جيس جود فكتبت عبر «تويتر»، «كيف يجدر بنا أن نواصل التحضير بأفضل ما يمكن؟ هل يمكن لأحد أن يخبرني أي سباقات يمكن أن نشارك فيها لتسجيل الأوقات، ومتى يمكن أن تقام السباقات التجريبية، ومتى يمكن معاودة التمارين بشكل طبيعي؟». وسبق لحامل الرقم القياسي في العشارية الفرنسي كيفن ماير أن أعرب في تصريحات سابقة عن أمله بإرجاء دورة الألعاب. لكن مواطنه أسطورة البياثلون مارتان فوركاد رأى في تصريحات الأربعاء أن «أي تدخل في هذا الموضوع هو غير منتج (...) لنمنح بعض الوقت من أجل رؤية كيف يتطور الوضع». وأشار إلى أن الدورة «ليست مقررة بعد أسبوعين أو شهر لنلغيها. لنواصل جميعا العمل، التكهن لا يفيد. لا نزال بعيدين عن الألعاب».