كان لانتشار فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) القاتل في العديد من الدول تأثيرًا واضحاً على عالم الرياضة وأثار المخاوف لدى الرياضيين والمسؤولين حول العالم كما أثار الشكوك حول دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة في العاصمة اليابانية «طوكيو 2020». ودار الحديث عن «مباريات الأشباح» بعد أن أقيمت العديد من المباريات بدون جمهور، كما جرى تأجيل وإلغاء العديد من الفعاليات الرياضية البارزة بمختلف أنحاء العالم خلال الفترة الماضية. لكن لا تزال هناك احتمالات لاستقرار الوضع والسيطرة على انتشار الفيروس، وهو ما سيتيح إقامة الفعاليات الرياضية الكبيرة المقررة خلال العام الجاري طبقاً للمواعيد المقررة مسبقاً. وقبل خمسة أشهر من انطلاق أولمبياد طوكيو 2020، يجري الرياضيون والرياضيات الذين يأملون في المشاركة في الأولمبياد، استعداداتهم بشكل طبيعي. وقال البطل الأولمبي في رمي الرمح، الألماني توماس رولر في تصريحات:»سنواصل إنجاز عملنا.» لكنه اعترف في الوقت نفسه بأن احتمالات إقامة منافسات في الأولمبياد في المدينة التي يعيش بها 30 مليون نسمة، بدون جماهير، قائمة. وأكد رولر أن إقامة منافسات الأولمبياد في استادات خالية من الجماهير، سيكون السيناريو الأسوأ. وأضاف «مباريات الأشباح ستكون أسوأ من الإلغاء.. فهذا سيفقد الألعاب سحرها وجاذبيتها». وأشار اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً إلى أن المشكلة لا تكمن في الفيروس نفسه، «وإنما في السفر.. حيث أنه إذا تكرر السعال من شخص ما على متن طائرة، فبالتالي سيكون هناك احتمال فرض حجر صحي»، وأضاف «بعدها تغيب طوال 14 يوماً، وتكون معزولا في مكان ما ولا يمكنك التدريب». وقالت المحترفة السابقة في السباحة المتزامنة والممثلة الحالية للرياضيين في اللجنة الرياضية بالبرلمان الألماني أميلي إيبرت: «العديد من الرياضيين يشعرون بالقلق حالياً بشأن المنافسات التأهيلية المقبلة»، وأضافت «السفر يشكل مجازفة في الوقت الحالي، لكن يجب تطبيق المعايير.. الوضع يتغير من يوم إلى آخر، وربما من المستحيل تقييمه.. الجميع يشعرون بالتوتر حقا.. حيث أننا لا نعرف ماذا سيحدث». أما بطل العالم في الديكاثلون نيكلاس كول، فقد أشار إلى أنه سيتفهم الموقف إذا ألغيت المنافسات. وقال الألماني كول «22 عاماً»: «الصحة تأتي في المقدمة.. الإلغاء سيكون أمراً مؤسفاً، لكن في النهاية لا جدوى من إقامة دورة ألعاب أولمبية رائعة يحضرها العديد من المشجعين والرياضيين وينتجع عنها تزايد سريع في العدوى بفيروس كورونا». وقال المصارع الألماني فرانك شتيبلر بطل العالم وأوروبا إنه يأمل في الاستعداد للدورة الأولمبية، حيث إنها ستكون آخر منافسة دولية في مسيرته، حسب ما يخطط. وقال شتيبلر البالغ من العمر 30 عاما: «الدورة الأولمبية لا تزال بعيدة. وأتمنى أن تنجح الحكومات والمنظمات الصحية في السيطرة.» وقال رئيس الاتحاد الألماني للدراجات رودولف شاربينج إنه يفترض أن الدورة الأولمبية ستقام، ويعتبر «أي شيء آخر هي تكهنات غير مسؤولة». أما البطل الأولمبي السابق في السباحة الأسترالي إيان ثورب، فقد طالب الرياضيين الأستراليين بإعادة التفكير بشأن المشاركة في الأولمبياد. وقال ثورب في تصريحات: «سأكون قلقاً بكل تأكيد.. ما نحتاجه هو اللجوء لبعض أفضل الخبراء المتخصصين للوقوف على مدى المخاطرة.. مدى المخاطر التي ستواجهها دول أخرى، وكيف يمكن إقامة دورة أولمبية لا تضع الرياضيين أمام خطر؟.» وقبل خمسة أشهر من بداية الأولمبياد، نادى وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، وهو وزير الرياضة أيضاً، بالتحلي بالصبر، وقال زيهوفر قبل أيام «من وجهة نظري، لا توجد ضرورة لاتخاذ القرار الآن». وطالب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، منظمي الفعاليات الرياضية الكبيرة وكذلك الفعاليات الثقاقية المقررة خلال الفترة المقبلة، بالإلغاء أو التأجيل، إذا لزم الأمر. ومن المفترض أن يقام أولمبياد طوكيو 2020 بين 24 يوليو والتاسع من أغسطس ويتوقع مشاركة حوالي 11 ألف رياضي، كما يتوقع مشاركة 4400 رياضي آخر في دورة الألعاب البارالمبية التي تفتتح في 25 أغسطس. وذكر رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ في تصريحات إن لجنة التنسيق باللجنة الأولمبية الدولية ملتزمة تماماً بالخطط الخاصة بتنظيم الأولمبياد، رافضاً التكهن بشأن الحلول البديلة، حسب ما نقلته وكالة أنباء «كيودو» اليابانية.