فلمبان: أقترح تخصيصه مبدئيا لأعمال الفنانين الراحلين زف صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة بشرى لأهالي مدينة جدة بانتهاء ترميم جدة دوم أو قبة جدة لتحتضن أول الفعاليات الثقافية والفنية قريبا حيث وجه سموه فى وقت سابق بترميمها وإعادتها للواجهة الثقافية بالشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية. وتأتي مبادرة وزير الثقافة في إعادة تأهيل المبنى من جديد، لما يمثله كنواة محفزة لصالات عرض الأعمال الفنية في المدينة، كما تأتي في إطار سعي الوزارة للاعتناء بالمواقع الأثرية والمباني التاريخية وضرورة الحفاظ عليها وصيانتها لما تحمله من قيمة حضارية. وكانت وزارة الثقافة قد حددت «الفنون البصرية» و«المواقع الثقافية والأثرية» كقطاعين ضمن 16 قطاعا ستتركز عليها جهودها وأنشطتها، والتي أعلنت عنهم في تدشين إستراتيجيتها وتوجهاتها. وتأتي الخطوة في إطار سعي الوزارة للاعتناء بالمواقع الأثرية والمباني التاريخية وضرورة الحفاظ عليها وصيانتها لما تحمله من قيمة حضارية. 50 شخصا سعة القبة مثّلت «جدة دوم» النواة الأولى والمحفزة لصالات عرض الأعمال الفنية في جدة، إذ أعقبتها مشاريع مماثلة في نهاية السبعينيات الميلادية،، كانت«جدة دوم» مركزاً للإشعاع الثقافي في سبعينات القرن الماضي، قبل أن تغلق أبوابها لعقود، إلى أن بادر الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، بالعمل على ترميمها وفتحها من جديد تقع المساحة الجديدة للقبة بعد ترميمها على مساحة 450 متراً مربعاً و مغطاه بالكلادينج مع الزجاج للسماح بدخول الإنارة الطبيعية إلى المبنى، مع إجراء تغييرات طفيفة في الداخل لتعمل على توسعة المكان بجعله صالة واحدة تتسع لخمسين شخصاً تقريباً التصميم الجديد زاوج بين الأصالة والمعاصرة حرص المهندسون المكلفون بتنفيذ الترميم على الحفاظ على قبة المركز بشكلها ومساحتها الأصلية دون إحداث تغييرات فيها، وإعادة إحيائها كما لو أنها كانت مستمرة في العمل طيلة السنوات الماضية. وقال المهندس أنس حماد، أحد المشرفين على التنفيذ أن «إحدى كبرى الصعوبات التي واجهت فريق العمل ترميم المبنى والحفاظ عليه مع إعادة إنشاء أساسات جديدة، لأن القديمة تهالكت بفعل الحرارة والرطوبة والهجر، وكان التحدي كبيراً أمام تصميم معماري فريد وقوي متفرد في مدينة جدة وبقائه قائماً منذ عام 1978 حتى اليوم. شدد الفنان أحمد فلمبان على الاستفادة من هذا المعلم التراثي الفريد ليكون متحفا للفن التشكيلي السعودي، وتخصيصه مبدئيا لأعمال الفنانين الذين فارقونا إلى الدار الآخرة، وأضاف: «الأمل معقود في وزارة الثقافة في عهدها الجديد بقيادة وزيرها الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، في تحقيق هذا الحلم كهدية من الوزارة كأول متحف للفن السعودي، ومعلما لمحافظة جدة يرتاده زوار الدولة ويصبح جزءا من برامجها السياحة كما هي المتاحف في دول العالم. وسرد بعض اللمحات التاريخية لقبة جدة دوم باعتبارها من المعالم الرئيسة التي ظهرت فيها الحركة التشكيلية وأقيمت فيها معارض عدة منذ 30 سنة، وقال: «قبل العام 1389ه لم تكن هناك صالات عرض فنية ملائمة تقدم خدماتها للفنانين، وكانت معظم المعارض الفنية تقام في الفنادق والمدارس والكليات وبعض السفارات والقنصليات، وكانت غير مهيأة لعروض الأعمال الفنية، وحتى منتصف التسعينيات الهجرية، حينما أحس بعض المهتمين من رجال الأعمال، بحاجة الأنشطة التشكيلية إلى صالات عرض تواكب تطلعات المسؤولين وأحلام الفنانين». وبين أن من أوائل الصالات في جدة صالة «جدة دوم» التي تعتبر أول صالة عرض احترافية في المملكة وأول صالة للعروض الفنية في جدة، أنشئت في عام 1396ه، وكانت في بداياتها مركزاً للمعارض التجارية تتبع شركة الحارثي، وأقيم فيها المعرض السنوي الأول لفناني المنطقة الغربية للرئاسة العامة لرعاية الشباب والمعرض الجماعي الثاني والرابع لجمعية الثقافة والفنون بجدة. وأكد أن هذه الصالة تعتبر من المعالم البارزة في جدة بتصميمها الفريد وموقعها الإستراتيجي، ويعرفها الكثيرون من سكان جدة وزوارها، وواكبت بدايات الفن التشكيلي وكانت من أهم القنوات المؤثرة للتعريف بالفن التشكيلي وبروز العديد من الفنانين، ولكن توقف نشاطها وأقفلت عام 1402ه وبقيت من تلك الفترة مهجورة، حتى جاء الفرج ودب الفرح والسرور لجميع الفنانين والمهتمين بهذا الفن، عندما وافقت وزارة الثقافة البدء في ترميمها وتطويرها لتكون هدية من الوزارة للفن التشكيلي السعودي وسكان جدة، وسعد الجميع بهذا العمل الحضاري الجبار الذي يواكب رؤية 2030.