ماذا لو كان صحيحاً؟ أو فيه كمّ من الصحّة؟ أو فيه دُخان يستحيل أن يتطاير من غير نار مُشتعلِة؟ ذلك التقرير التلفزيوني الذي بثّته قناة روسيا اليوم (RT) عن وجود مختبرات تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في بعض الدول المحيطة بروسيا، وتُطوَّرُ فيها سُمّيات وجراثيم وفيروسات قادرة على الفتْك بالبشر فيما لو أُلْقِيَت من طائرات مُسيّرة، أو تسرّبت من المختبرات بالعمد أو بالخطأ!. والقناة تغمز بالطبع إلى وجود صلة بين فيروس كورونا وهذه المختبرات المزعومة، وأنا شخصياً أصدّق القناة ولا أصدّقها في نفس الوقت، فالتنافس بين الدول العُظْمى يشمل امتلاك كلّ أنواع الأسلحة الفتّاكة، من النووية إلى البيولوجية، وإن كانت أمريكا غير مُنزّهة فإنّ روسيا هي كذلك غير مُنزّهة، فضلاً عن الصين وبريطانيا وفرنسا، وهي الدول العُظْمى والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن!. وقد يكون هدف تطوير الفيروسات تدميرياً وهجومياً للغير، أو دفاعياً، أو اقتصادياً فيما لو صنعت الدولة المُطوِّرة لقاحات مُضادّة لها، وباعتها بتريليونات الدولارات لدول العالم الأخرى الغافلة عمّا يجري حولها من تنافس بين الدول العُظْمى!. وقصّة محاولة اغتيال الفلسطيني خالد مشعل من قبل الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) قبل سنوات في أحد شوارع العاصمة الأردنية عمّان بِسُمّ جديد وغير معروف، وتدهور صحّته ووصوله لحافّة الموت، وألَّفَ عنها الصحفي الأسترالي (بول ماغّوو) كتاباً شهيراً اسمه (اقتل خالد)، هي مثال على استخدام بعض أجهزة الاستخبارات لمثل هذه الأسلحة، ولولا غضب الملك حسين بن طلال (يرحمه الله) آنذاك، وإحباط الأردن لعملية فرار عملاء الموساد، ومحاصرة السفارة الإسرائيلية التي لجأوا إليها، وتدخّل وتوسّط الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، لَمَا بعثت إسرائيل لقاح إنقاذ مشعل، المشرف على الموت!. وليس كلّ فيروس جديد قد طوّر نفسه بنفسه، وبعض البشر عبثوا بالطبيعة ما عبثوا، والفيروسات من الطبيعة، ومن المُحتمل أن يكون من يُطوِّر اللقاح المُضادّ لوباء خطير تسبّب به فيروس هو من طوَّر فيروس هذا الوباء الخطير، ومن الجائز أنّ الدولة التي أُصيبت بفيروس ما أكثر من غيرها لا تكون هي الضحية بل الجانية، والدول العُظْمَى ليست ملائكة تمشي على الأرض، ولو انكشف الغطاء عن إرشيف استخباراتها لشاب الشعر هلعاً ممّا فيه!. ولا حلّ جذري للدول الأخرى الغافلة إلّا أن يكون لها كياسة وفطِنَة، ومختبرات ذاتية ملائكية بحقّ وحقيق، كي تُنافح عن نفسها ومواطنيها بالعلم والأبحاث ضدّ كلّ فيروس مُطوّر، أو مُعتّق، أو مُفقّس في قارورة مختبر، أو عميل استخبارات برقم خاص، مثل العميل الشهير جيمس بوند 007!.