يقول ارنولد تويمبي المؤرخ الانجليزي الكبير ان اكثر شيء جدل بين الناس هو التأريخ، وهو محق فيما ذهب اليه فالتاريخ دائما محل جدل وهذا الامر ينسحب على كل المجالات الحياتية بما فيها المجال الرياضي، ولقد تابعنا خلال السنوات الاخيرة الجدل الواسع الذي شهده الشارع الرياضي حول لجنة التوثيق حتى صدر امر معالي رئيس هيئة الرياضة السابق الشيخ تركي ال الشيخ قراره التاريخي بإلغاء اللجنة ونتائجها. ويبدو ان أزمة توثيق البطولات سوف تطل برأسها من جديد، خاصة بعد إعلان رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل بأن اتحاده يعتزم اصدار مؤلف عن البطولات التي نظمت تحت مظلة الاتحاد عبر التاريخ ومن بينها بطبيعة الحال بطولات الدوري والكأس لتعود قضية توثيق البطولات الى الواجهة مرة اخرى. وحتى نتلافى ذلك ولتكون الرؤية اكثر وضوحا امام رئيس الاتحاد والاعزاء القائمين على هذا الاصدار سوف اسرد في التالي حقائق تاريخية مشفوعة بوثائق ومستندات دامغة حول بطولة الدوري وهي التي تشهد خلافا كبيرا في سردهما التاريخي منذ انطلاقهما وحتى وقتنا الراهن. وقبل الخوض في تفاصيل الدوري اود توضيح بعض النقاط الهامة: -الهبوط والصعود مسألة معيارية وليست شرطا لكي يكون دوري. -البعض يظن خطأ ايضا ان الدوري يجب ان يكون بنظام النقاط حتى يصبح دورياً معتمداً يرتكز على اسس رياضية رصينة. -في 8 جمادى الآخرة 1411 صدر قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بالعودة الى نظام بطولة الدوري كما كان في عام 1377ه باعتبار بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين هي بطولة للدوري وليس بطولة للكأس. -اسم الدوري الممتاز للعلم محلي الصنع وليس شرطا لكل دوريات العالم ان يطلق عليها هذا الاسم فالمسميات شأن محلي تختص به الاتحادات المحلية. -الامير عبدالله الفيصل -رحمه الله- وقبل اضطلاع الجهات الرسمية بمهام الاشراف على النشاط الرياضي وعندما كان وزيرا للداخلية امر بتنظيم اول دوري في عام 1372، بمشاركة 5 فرق من مكةالمكرمةوجدة وهي الوحدة واهلي مكة ومن جدة الاتحاد والثغر والهلال البحري. - وصلنا الى واقع ان الدوري السعودي انطلق في عام 1372ه وفاز ببطولته الاتحاد بعد تغلبه على الثغر في المباراة النهائية بهدفين لواحد. ثم توقف الدوري حتى عام عام 1377ه عندما عاد ونظم مرة اخرى وفاز ببطولته الاولى فريق الوحدة من مكةالمكرمة وتوالت بعد ذلك بطولات الدوري متنقلة في مسمياتها وجوائزها وابطالها.