تعاني كثير من الدول من انتشار وترويج المخدرات في مجتمعاتها مما يساهم في انتشار الإدمان وخصوصاً بين شبابها الذين يمثلون الأمل بالنسبة لها، فيدمرهم ويقضي على طموحاتهم ويعرقل حركة النمو والازدهار ويفتك بالأمم وبتنميتها واقتصادها، وقد ساهمت هذه الآفة الخطيرة والمدمرة والتي تجاوزت في تعاملاتها تجارة الأسلحة في إيجاد حجم تجارة عالمي يتجاوز 800 مليار دولار سنوياً وهو ما يزيد عن مجموع ميزانيات عشرات الدول النامية والفقيرة سنوياً، كما أشارت تقارير المؤسسات الصحية العالمية إلى وقوع أكثر من مليار إنسان في تعاطي المخدرات وإدمانها ويمثل الشباب النسبة العالية منهم مما يكلف الدول ما يزيد عن 150 مليون دولار سنوياً في برامج العلاج من الإدمان والتوعية بخطورة المخدرات والإدمان عليها، في حين تشير بعض التقارير الدولية بأن عدد المتعاطين يزيد في كل عام بقرابة 210 ملايين شخص سنويا في حين يصاب 15 مليون شخص سنوياً بالإدمان بسبب التعاطي المستمر كما يلقى ما يقارب من 200 ألف من هؤلاء المتعاطين والمدمنين حتفهم سنوياً بسبب المخدرات . في الأسبوع الماضي أفاد المتحدث الرسمي للمديرية العامة لمكافحة المخدرات أنه في إطار المتابعة الأمنية لنشاطات الشبكات والخلايا التي تمتهن تهريب المواد المخدرة وترويجها في المملكة فقد تم بتوفيق الله إحباط تهريب 1,608,000 قرص من الأمفيتامين المخدر مخبأة بطريقة احترافية بداخل عبوات بودرة غراء حيث تم ضبطها والقبض على مهربيها وهم 5 متهمين من بينهم مواطن مؤكداً حرص المديرية العامة لمكافحة المخدرات على متابعة جميع الأنشطة الإجرامية التي تستهدف المملكة وتعقب المتورطين فيها وإحباط محاولاتهم، ويضاف ذلك الإنجاز إلى ما أعلن مسبقاً بشأن تمكن رجال الأمن خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الهجري من القبض على 5,067 متهماً من 32 جنسية مختلفة لتورطهم في جرائم تهريب واستقبال ونقل وترويج المخدرات ومما تم ضبطه 5,462,230 قرص إمفيتامين المخدر و 6 أطنان و 450 كيلو جراماً من الحشيش المخدر وكيلوان و 95 جراماً من الهيروين الخام وكميات أخرى من مخدرات الشبو والكوكايين والأفيون والأسلحة وملايين الريالات.. حرب شعواء تشنها عصابات المخدرات على أبناء الوطن مستهدفة الشباب والشابات لتدمر أحلامهم ومستقبلهم وتقضي على حياتهم مما يستدعي ضرورة مواصلة تكثيف حملات التوعية بمخاطر تلك المخدرات وآثارها وتعريف الجمهور وخصوصاً الشباب بأضرار تلك المخدرات وزرع المبادئ الصحيحة والأخلاق السامية داخل المنزل من جهة وفي البيئات المختلفة كبيئة المدرسة أو العمل أو الحي الذي يسكن فيه الفرد، فضرر المخدرات هو من أعظم الأضرار التي واجهت البشرية على امتداد تاريخها خصوصاً وأن التقارير الصادرة عن الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات ومكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تشير إلى أن هذه الظاهرة الخطيرة لا تزال تتفاقم على مستوى العالم رغم الجهود الدولية لمكافحتها.