قال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان امس إن المملكة سوف تستمر في دعم الجهود السياسية لحل الأزمة في ليبيا، واستنكر الوزير التدخل التركي في الدولة الليبية، قائلاً: «عبرنا عن قلقنا من إرسال تركيا أعدادًا كبيرة من المرتزقة إلى ليبيا». وشدد وزير الخارجية على ضرورة مواصلة الضغط على إيران لوقف تدخلاتها في شؤون دول المنطقة، وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني هايكو ماس من برلين: إنه من المهم مواصلة دعم العمل الإنساني في اليمن، وقال: إن الهجمات الحوثية تدل على عدم جدية المليشيات في حل الأزمة اليمنية، من جهته قال خليفة حفتر قائد (الجيش الوطني الليبي) في مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية أمس: إنه سيكون مستعدًا لوقف إطلاق النار في حالة انسحاب (المرتزقة السوريين والأتراك) من البلاد وتوقف تركيا عن مد حكومة الوفاق الوطني في طرابلس بالسلاح، وقال حفتر: أي وقف لإطلاق النار (سيكون) معلقًا على تنفيذ عدة شروط: المرتزقة السوريون والأتراك، ووقف إمدادات السلاح التركية لطرابلس، وتصفية الجماعات الإرهابية (في طرابلس). يأتي هذا فيما أكّد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسّان سلامة الذي نجح الخميس في إعادة حكومة الوفاق الوطني الليبية إلى طاولة المحادثات في جنيف أنّ مهمته «صعبة جدًا» إنما «ليست مستحيلة»، وقال سلامة «لطالما قيل لي إن مهمتي مستحيلة، لكني لم أعتبرها يوما كذلك، اليوم الذي أخلص فيه إلى أن رؤيتي جدّ مستحيلة، لن أكون بينكم»، وذلك بعيد الإعلان عن استئناف المحادثات العسكرية غير المباشرة الرامية لإرساء وقف لإطلاق النار، وتابع سلامة: «في الوقت الراهن أعتقد أن مهمتي ممكنة، أنا لا أقول إنها سهلة، إنها صعبة جدًا، لكنّها ممكنة»، مؤكدًا أنه «سعيد جدًا» بمعاودة الوفدين العمل «بعزم أكبر من أجل التوصل لاتفاق»، وأوضح المبعوث الخاص الذي يتولى التفاوض مع الوفدين على حدة أن المفاوضات التي يشارك فيها قائدان عسكريان رفيعان «هي مفاوضات تقنية إنما حيوية»، مشدّداً على أهمية نجاحها، وكانت حكومة طرابلس قد قررت مساء الثلاثاء وقف مشاركتها في المحادثات بعد تعرض ميناء في طرابلس لإطلاق صواريخ، قبل أن تقرر الخميس العودة إلى طاولة المفاوضات. وكشف سلامة أنه أجرى ليل الأربعاء الخميس «مكالمة هاتفية» مع فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأممالمتحدة، لكي يبلّغه بأنه يتفهم «أن تعليق مشاركة حكومته في المفاوضات يأتي انسجامًا مع الرأي العام». لكنه أوضح أنه «متى تم التعبير عن الاستياء، يجب عدم إضاعة الوقت الثمين الذي نمضيه في جنيف»، وقال سلامة: إن عدم الاستفادة من الزخم الدولي الحالي الذي أوجده مؤتمر برلين في كانون الثاني/يناير والذي أعقبه تبني قرار مجلس الأمن الدولي في 12 شباط/فبراير، سيكون بالنسبة إليه «خطيئة مميتة»، والقرار الصادر في 12 شباط/فبراير هو الأول الذي يصدره مجلس الأمن منذ أطلق المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في الشرق الليبي، في 4 نيسان/أبريل هجومًا للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق.