كثر في الآونة الأخيرة ما يسمى ظاهرة التنمر بين الأقران في المجتمعات الصغيرة بل وصل الأمر للمجتمعات الكبيرة ليس فقط طلاب المدارس والجامعات بل في الشارع والأفراد والأسر ومكان العمل وبين الأزواج ذات العقليات المنفتحة وتعدى الجنس الناعم من منطلق فرض الهيمنة والاستقواء فرض العضلات وثقافة أنا الأقوى وتوثيق الحدث بعبارات وأساليب نطلق عليها قديمًا البلطجة والفتوة ولكن باتباع إحداثيات الألفية العشرين تقدم ساخنة على طبق السوشيال ميديا. فيما مضى لا تتعدى الطقطقة والتهريج من باب الفكاهة والمزاح ولا تأخذ حيزًا مهمًا بين أصحابها وتعود الأمور الى سابق عهدها دون استخدام أسلوب العنف أو تعديات جسدية أو خدش حياء ولا امتهان خصوصيات الآخر كما الآن حيث أصبح على أتفه الأمور تُشن حرب ويصدر هشتاق تنمر الميديا وتداخلات غير تربوية واستخدام سلطة تخويف الرسائل والعبارات في سلوك غير قويم عند أفراد بعينهم، وهي ليست ظاهرة مجتمعية بالقدر الذي يظنه البعض ولذلك من الممكن كبح جماحها. وبلغ السيل الزُبى حيث بات ما نراه ونلمسه من اختلاف الثقافة ومعطيات التطور وتداعيات البيئة الحديثة ورواسب اجتماعية سلبية وغياب الرقيب كلها ساهمت بشكل كبير في انتشار السلوك العدواني في ما يطلق عليه التنمر في الأماكن العامة وممارسات يومية تصدر على أتفه المواضيع. التنمر مصطلح دخيل على مجتمعاتنا ينشئ جيلاً غير سوي غير مسؤول.. يجب علينا التكاتف كمؤسسات تربوية وأفراد لنشر ثقافة الحوار الهادف وبناء منظومة أمن مجتمع متكامل والانشغال بالأنشطة المفيدة والعمل بلغة العدل تطبيقًا وتصريحًا حماية لجيل المستقبل من الظاهرة (الوقاية خير من قنطار علاج) التى شوهت مجتمعنا ومؤسساتنا التربوية والاجتماعية فلنساهم في إبراز صورة ناصعة نرسمها للوطن الخالي من العنف والهمجية.