التطوع خدمة إنسانية ووطنية، حيث يسخر المتطوع نفسه ووقته لمساعدة الآخرين، وهذا يعزز الثقة بالنفس ويساعده على استثمار وقت فراغه في أعمال اجتماعية تحقق له الإشباعات المعنوية المختلفة، والأهم الحصول على الأجر من الله عز وجل. وبدون شك الأعمال التطوعية تعطي صفة جميلة وهي التعاون بين أفراد المجتمع حتى يدرك كل واحد أنه شريك في تحقيق الأهداف التي تخص المجتمع. ودافع التطوع هو الوازع الديني، فكل الأديان السماوية تحث على الأعمال التطوعية ليضيف المتطوع خبرات ومهارات مختلفة ليشغل وقت فراغه في كل مايفيد. ونحن ندرك أن الدين الإسلامي يحث على الأعمال التطوعية ويجازي كل من يقوم بفعل الخير، فالله عزوجل يقول في كتابه الكريم: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً)، ويقول جلّ وعلا: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره). وثقافة العمل التطوعي أخذت بُعداً كبيراً له مردود بديع وهذا البعد هو أن التطوع يعتبر من أهم الوسائل التي تبني شخصية الفرد وتنمي تكوينه ويكون له دور في المجتمع، فمشاركته في الفعاليات التطوعيه تعطي للفرد أهمية كبيرة في الثقة بنفسه. في تقرير نشر في إحدى الصحف المحلية بتاريخ الثلاثاء 17 جمادى الآخرة، نفذ 4894 متطوعاً ومتطوعة في الهلال الأحمر 375 ألف ساعة في 1811 مشاركة في مناسبات وطنية وعالمية ومجتمعية توعوية وإسعافية وفق إحصائية سنوية أعلنتها هيئة الهلال الأحمر السعودي للعام الماضي 2019. حقيقة نفخر بهذا الجهد وهذا التفاعل وهذه الثقافة التي تأصلت في منظومتنا الاجتماعية بكل هذا الوعي عن رضا وقناعة وهذا الإيثار لتنمية روح المشاركة والتصدي بكل حزم للسلبية واللامبالاة. وحري بنا أن نترجم لأبنائنا ثقافة هذا العمل الإنساني (التطوع) بصورته المثالية ومعانيه الإنسانية وتجلياته الجمالية فالعمل التطوعي له بهاؤه وإشراقة معانيه، فالشكر لكل يد معطاء تعمل وتتفانى من أجل الوطن ليكون ما قدموه وساماً على صدر كل متطوع ومتطوعة.