تسيطر التقنية على معظم شؤون حياتنا اليوم من أجل تسهيل وتبسيط العديد من الخدمات بما في ذلك الخدمات المالية والتي يهتم القائمون عليها على أن تخضع لأكبر قدر من الاحتياطات الأمنية والسرية، ويشيرمصطلح « فينتيك « Fintech إلى التكنولوجيا المالية وهو تركيب لغوي جديد يجمع بين التكنولوجيا Technology والمالية Finance لتختصر بكلمة « فينتيك» وهو مجال حرصت العديد من البنوك المحلية والشركات المالية على الاستفادة منه وذلك من خلال تطوير وتحسين خدماتها المالية خصوصاً بعد وقوع الأزمة المالية العالمية في عام 2008م وتدهور مستوى الخدمات المصرفية لدرجة أن استطلاعات منظمة غالوب أوضحت أن 26% فقط حول العالم في ذلك الوقت لديهم ثقة مرتفعة في المؤسسات المصرفية. قدمت التكنولوجيا المالية حلولاً متعددة للمؤسسات المالية وفي مقدمتها البنوك وحرصت باقي الشركات والمصارف على أن تسابق الزمن من أجل تغيير نمطها التقليدي وتتحول إلى مصارف تقدم كل خدماتها عبر شبكة الإنترنت ويؤكد ذلك الارتفاع الكبير الذي شهده الاستثمار في قطاع التكنولوجيا المالية إذ ارتفع من 928 مليون دولار في عام 2008م إلى 4 مليارات دولار في عام 2013م، ثم نمت إلى 20 مليار دولار في عام 2015م، ومن المتوقع أن تصل إلى 46 مليار دولار في هذا العام 2020 م. وتساهم التكنولوجيا المالية في خفض أجور التشغيل عبر البرامج والتطبيقات وتقديم تجربة أفضل للعملاء وتسمح الأنظمة الحاسوبية المؤتمتة بضمان سير العمليات التشغيلية بدون أخطاء أو تدخُّل بشري وكل ذلك ساهم في تركيز الشركات والمؤسسات المالية على المسارعة للحاق بالركب والاعتماد على التكنولوجيا والتقنية للمنافسة والدخول إلى أسواق جديدة. قبل حوالي عامين وانسجاماً مع رؤية المملكة 2030 لدعم ريادة الأعمال وتعزيز تقنية الخدمات المالية، أطلقت مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» مبادرة « فينتيك السعودية « بهدف دعم منظومة التقنية المالية للنهوض بالمملكة لتصبح مركزاً للتقنيات المالية وذلك بهدف زيادة التعاملات المالية الرقمية، ومؤخراً أعلنت «ساما» وصول عدد شركات التكنولوجيا المالية «الفينتيك» في السعودية إلى ما بين 100 و 150 شركة وذلك خلال العام القادم مشيرة إلى أن هناك ما يقارب 100 طلب ما بين 15 ديسمبر من العام الماضي و 15 يناير من هذا العام وذلك بعد المرحلة التجريبية الأولى والتي شملت 21 شركة . بفضل انتشار استخدام الهواتف الذكية والتطبيقات وشبكة الإنترنت والتحول الرقمي الذي يشهده العالم فإن التكنولوجيا المالية «فينتيك»ستواصل انتشارها وسيطرتها على المؤسسات المالية وقد تقوم بسحب البساط من تحت البنوك المالية وغيرها من المؤسسات المصرفية بحيث تقوم شركات ومؤسسات أخرى بتقديم خدمات مالية كانت حكراً في السابق على البنوك المحلية.