كشفت مصادر دبلوماسية في واشنطن بعض تفاصيل ما سيعلنه الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، هذا الأسبوع في الملف الفلسطيني الإسرائيلي.. وقالت مصادر إن ما سيقوم به الرئيس ترامب هذا الأسبوع هو اعتراف الإدارة الأمريكية ب»الأمر الواقع» وب»ضم الأراضي للحاجة الأمنية لإسرائيل».. وفي المقابل ستدعو الإدارة الأمريكية إلى بدء مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويقول الأمريكيون: إن التقدّم فيها يؤدّي إلى إقامة دولة فلسطينية. وتتناقض هذه الآلية الأمريكية بشكل كبير مع كل المسارات التفاوضية ومبادرات السلام التي طُرحت حتى الآن، وتؤكد كل المعلومات المتوفرة أن الإدارة الأمريكية ستقبل بضم إسرائيل للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وتعتبر أن «الأمر الواقع» الذي فرضه الإسرائيليون منذ احتلال الضفة الغربية لا رجعة فيه. يذكر أن الإدارة الأمريكية مهّدت لهذا الاعتراف منذ أسابيع عندما أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو أن إدارة ترامب لا تعتبر المستوطنات الإسرائيلية مخالفة للقانون الدولي، وقال يوم 18 نوفمبر 2019 إن الإعلان الأمريكي «يعترف بالواقع على الأرض». وكانت الإدارات الأمريكية المتعاقبة تختلف في موقفها من بناء المستوطنات، واعتبرت الإدارات الديمقراطية عامة أنها غير قانونية، فيما اعتبرت إدارة رونالد ريغان أنها لا تخالف القانون، كما اعتبر جورج دبليو بوش في رسالة لرئيس الوزراء الأسبق آرييل شارون العام 2004 أن الحدود لن تعود إلى خط الهدنة في العام 1949، واعترف بشكل خاص بعدم إمكانية إخلاء الكتل الاستيطانية. انتشار إسرائيلي على الحدود مع الأردن وتؤكد كل المعلومات المتوفرة من شخصيات اطلعت بشكل مباشر أو غير مباشر على «صفقة القرن»، أن إدارة ترامب ستعترف أيضًا بانتشار إسرائيلي دائم على الحدود مع الأردن، أو ضم «غور الأردن»، لأنه ضروري لضمان أمن إسرائيل. وتمسكت إسرائيل من قبل وفي ظل كل الحكومات بحاجتها الأمنية، وأصرّت على وجود القوات الإسرائيلية على الحدود مع الأردن، ورفضت التخلّي عن «الخط المتقدّم للدفاع» حتى ولو تمّ نشر قوات أمريكية على هذه الحدود. وتختلف إدارة ترامب عن الإدارات الأمريكية السابقة بأن الإدارات السابقة كانت تدعو إلى ترتيبات أمنية لحماية أمن إسرائيل من خلال التفاوض بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وقبلت بمبدأ الانتشار الإسرائيلي في هذه المنطقة لمرحلة محددة، لكن إدارة ترامب تخطّت هذا الحاجز، وستعتبر «صفقة القرن» أن من حق إسرائيل الاحتفاظ بهذه الأرض بناء على «الحاجة الأمنية». ومهدت أيضًا إدارة ترامب لهذا الاعتراف بإعلانها الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، وقال القرار التنفيذي للرئيس الأمريكي يوم 25 مارس 2019 إن «أي سلام ممكن في المنطقة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار حاجة إسرائيل لحماية نفسها من سوريا وتهديدات إقليمية أخرى».