أكد مصدر في الجيش الوطني الليبي، أمس الخميس، نبأ انضمام الكتيبة 604 مشاة، المسؤولة عن تأمين مدينة سرت إلى صفوفه، فيما هاجمت الكتيبة تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا واصفة إياهم ب»الخونة». وكان المكتب الإعلامي للكتيبة أصدر بيانا في وقت سابق، الخميس، قال فيه «نعلن انضمامنا للقوات المسلحة العربية الليبية». وردت الكتيبة في البيان على الاتهامات التي طالتها في وسائل الإعلام، من قبيل «الغدر والخيانة»، وقالت إن هذه الاتهامات هي مجرد «كذب وتزوير وقلب للحقائق وتبرير للهزيمة». وشددت الكتيبة على أنها أبرمت في السابق اتفاقا مع قوة تأمين سرت وحمايتها، بعد انتهاء عملية طرد داعش عام 2016. ويقضي الاتفاق بأن تلتزم الكتيبة الحياد في حال دخلت قوات الجيش الوطني الليبي المدينة. وقالت إنها التزمت بالأمر، على الرغم من «خيانة العهد» مرات عدة من قبل قوة موالية للإخوان كانت موجودة في المدينة. وأشار إلى أن الإخوان عملوا على التحريض ضد أفراد الكتيبة. واعتبر بيان الكتيبة 604 أن الإخوان والموالين لهم «عملاء لدول أجنبية لن يرضوا أن يحكم البلاد أحد إلا أن يكون من زمرتهم أو أن يجبلوا المستعمر إلى بلادهم». وانتقد البيان «انتهازية الإخوان الذين سعوا إلى نزع السراج بالقوة ويدعون الناس للقتال معه بحجة أنه ولي أمر». والاثنين الماضي، أعلن الجيش الليبي السيطرة الكاملة على مدينة سرت الساحلية، ذات الأهمية الاستراتيجية، بعد طرد المجموعات المسلحة التي كانت تسيطر عليها وتدين بالولاء لها. وتكتسب المدينة أهمية استراتيجية في تحديد مسار المواجهات، وفق لخصائص عدة، تتمتع بها، لا سيما موقعها الجغرافي، إذ تقع على منتصف الساحل بين طرابلسوبنغازي. وتعتبر سرت من أكثر المدن الليبية امتدادا على الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط. وفي داخلها العديد من المنشآت الاستراتيجية، مثل مطار القرضابية الدولي، وميناء سرت التجاري، وتضم المدينة أيضاً قاعدة جوية رئيسية، في القرضابي. ويعد المطار والميناء من أهم المنافذ الرئيسية في ليبيا على العالم. ويمنع تحرير المدينة تسلل المليشيات إلى قاعدة الجفرة العسكرية الرئيسية التي تقع جنوب سرت. وتحرير سرت يأتي في إطار معركة استرداد طرابلس، وتمكن الجيش الليبي في إحراز تقدم خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما أعلن قائده المشير خليفة حفتر انطلاق عملية حاسمة لتحرير قلب طرابلس التي تسيطر عليها المليشيات المسلحة. ويشن الجيش الوطني الليبي منذ أشهر حملة عسكرية واسعة، للقضاء على مليشيات طرابلس التي تعمل تحت إمرة حكومة فايز السراج وتأتمر بأمر تنظيم الإخوان الإرهابي.