لم يكن مثيراً للاستغراب أن يكون حجم هذا التباكي من «غربان العرب» على مقتل قاسم سليماني. لكن المثير للحزن أن يصل «غربان العرب» إلى هذا الحد من التنصل من عروبتهم وأوطانهم..!!. ***** .. قاسم سليماني هو من قام بتصفية السُّنة في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، من خلال فيلق البدر وحسين المهدي. وهو من أسهم مع داعش في القتل والتهجير والتدمير لمناطق أهل السنة في العراق. وهو من بلغ به طغيانه إلى تأسيس الحشد الشعبي لتكون القوة النافذة للمشروع الإيراني في العراق..!!. ***** .. وحتى قبل مقتله، هو من عمل منذ 3 أكتوبر الماضي على تشكيل ما يعرف بخلية أزمة، لتصفية المتظاهرين في شوارع وساحات وميادين مدن العراق..!! ***** .. وهو من أحضر المليشيات والمرتزقة والفيالق الشيعية إلى سوريا وقاد المعركة بنفسه، وقتل وشرَّد الملايين من السوريين، وجعل مدن سوريا الزاهرة أطلالاً بعد عين..!!. ***** .. وهو من خنق لبنان ودمَّر اقتصاده وحريَّته من خلال حزب الله.. وهو من سعى إلى خراب اليمن وتدمير وحدته وقوته وعروبته من خلال ميليشياته الحوثية..!!. ***** .. وهو القائد العسكري الموكل إليه تفتيت الدول العربية، وإعادة تشكيل الشرق الأوسط لصالح المشروع الإيراني..!!. ***** .. ثم بعد كل هذا تنعقون «ياغربان العرب» على مقتل هذا السفاح..؟!!. ***** .. لقد عاث سليماني في المنطقة العربية فساداً، وشكّل نفوذاً كبيراً من خلال الشبكات المسلحة التي أصبحت تمثل أذرعاً لإيران وتعتبر مصالحها أولوية مقدمة على مصالح أوطانها وأمتها العربية..!!. ***** .. قال «نصر الله «: (كل دولة ستشارك في الحرب على إيران أو تقدم أرضها للاعتداء عليها ستدفع الثمن). وقال عاروري حماس: «نعتبر أنفسنا في الجبهة الأمامية الداعمة لإيران». فيما اعتبر أحد قياديي الحشد بكل وقاحة أن الحشد يحارب مع إيران حتى ضد العرب..!!. ***** .. لقد أحزنني إلى حد الضحك، وأضحكني إلى حد الحزن «بيان تعزية وإدانة» الذي أصدرته حركة حماس وتباكت فيه على شهيدها سليماني، ووصفت دوره بالبارز في دعم المقاومة الفلسطينية!!. ولن نسأل حماس عن دور سليماني في دعم القضية الفلسطينية فنحن نعرف خيباتهم ووقاحتهم جميعاً. ولكني أسأل ضمائر»الحماسيين» المحنطة عن ما فعلته تجاه ما يجري في فلسطين؟، وعن نقل عاصمة إسرائيل إلى القدس؟، وعن صفقة القرن؟، وعن الاعتراف بضم إسرائيل للجولان؟!. ****** .. ولن نسأل نصر الله عن ما يحدث في لبنان؟ ولا أهل الحشد عن حميتهم عن تراب العراق، وعن الدم والدمار فيه؟!!. ***** .. لن نسألهم، «فالغربان» لا تملك إلا النعيق، لكن العزاء في هذه الأمة التي لاتخلو من أحرارها..!!.