الشيطان ليس رفيقًا جديرًا بالثقة وخططه التي يعدُك بأن يكون شريكًا لك في أدائها قد يتراجع عنها في آخر لحظة ناهيكَ عن أنه كذّاب ووعوده عذاب مخيف فكيف تأمن على نفسِك رفيقًا كهذا؟ كيف تسلّمه مفاتيح قلبك وعقلك وضميرك وأنت تدرُك مسبقًا أنه لا يقودك إلا إلى التهلكة. من أكثر ما يريبني هو اختلاف نظرة الناس لمفهوم الإنسانية وحق العيش والتعايش والأمن والأمان ومن يستحق أن يحظى بحياة أفضل حياة كريمة وهل هناك أولوية؟ وما هو معيار استخدام كلمة (حق) من الأساس؟ فالحق لدى البشر كسيمفونية الحياة تتأثر بين عشية وضحاها. لقد طغت المصالح الشخصية على الفرد بل على المجتمع بأكمله فالناس ليس لهم إلا الظاهر أما الباطن سرائر خفية والجاهل فيها هو الحاضر الغائب وعند الحساب يجيب «أنا ضعيف أمام شيطاني فهو دائما يغلبني» وباللهجة العامية (ضحك عليّ ابليس)، الشيطان مهمته أنه يعطيك الفكرة فقط ولكن الحرية والقرار والتنفيذ لك فكثير من الناس يظن أن الشيطان هو السبب في الوقوع بالحرام ولا يحمل نفسه أي مسؤولية. إننا وبكل أسف لم نعرف أو نكتشف حقيقة ضمائرهم والتى كانت في يوم من الأيام تختفي أو تختبئ خلفهم وبحركة صغيرة وغلط نافذ أو صدمة بسيطة لم يعمل له حساب ليظهر ويفتضح بعدها المستور وما خفي كان أعظم ولكنه قد ظهر وكان فعلا أعظم!! من أين لك هذا؟ وكيف تم هذا؟ والشيطان دبر لي كل هذا!! أقنعتهم المزيفة والتى كانت قبل أن تنكشف مغطاة بقناع سحري ظاهره جميل جدًا وعنوانه الصدق والابتسامة تطرأ محياهم ودائمًا ما يتسابقون لفعل الخير والواجب ويمدحون أنفسهم بأنهم بشر فريد من نوعهم ولا مثيل لهم أما في الحقيقة فأقنعتهم الباطنة الكذب والخداع والزور والتزوير والنفاق كمحتواهم الحقيقي.