بعيدًا عن التصنيف واللطف والتعنيف وقريبًا من التصريح دون تلميح أو تجريح بالقول والإستخفاف بالعقول في أيام قد خلت كنا نسمع حديث بعض المنابر وضجيج الحناجر والعين تدمع مقيدين بالأفكار كالأحجار نخضع واليوم نبحث عن مبررات لأحمق فجر وقتل كيف دبر ثم نسخر ونبرأ من فاجعة أخرى أكثر ألمًا وأشد وأدمى بكل تفاصيل الدهشة والصدمة في صمت مرعب مقزز مرهب نشاهد مومياء ناطقة وهي تنحر جسد كان فيه نطفة ثم علقة ثم كفر، هكذا بكل بساطة يريد الذهاب والاستمتاع بالحور تاركًا خلفه نحيب الدور وبكاء المقابر بأمر من من تنكر بقناع الأخيار غير آبه بالحور يتلذذ بالقصور خلف الأسوار ينصت بكل احتقار لقطيع يهتف أخرجوهم من العنابر.. لسنا بحاجة لمزيد من الضجر والصبر حد الغثيان لأن الوطن لا يحتمل إحسان الظن أكثر من ذلك لكل منافق مدلس غرر حقير هالك تتطاير أشلاءه وتدنس طهارة الأرض التي احتضنته وأطعمته وارتقت بكل فضيلة ومنعت أي رذيلة.. إن معالجة الأخطاء تبدأ بقراءة المشهد بوضوح وبدون كبرياء ومحاسبة كل من يمارس الاستغباء مهما كانت الأسماء التي تروج بلا إستحياء أن الولاء عبودية وليس إنتماء متلونة الأهواء حسب الزمان والمكان تارة يقتات الذنائب وتارة لربه نصف تائب يحترم حوار الأديان وناشط في حقوق الإنسان أحس بالأمان وبادلنا بالنكران وتمادى في الهذيان مطالبًا بالإنفتاح واخراس حي على الفلاح والخروج برأس حاسر وكأس وخصر استباح كل ساتر ما يلبث أن يصحو من سكرته متظلمًا من الخذلان وأن جميع ما ذكره كلام عابر كنا نصدقه بكل سذاجة في زمن غابر.. آن الأوان أن نحتفل بسقوط الأقنعة وتحذير كل ساخر ساحر فاجر أننا ارتضينا وبايعنا ولاة أمرنا بالسمع والطاعة وأن أرض الخالق واسعة فامشي في مناكبها وأغرب عن طهر الحرمين سافر وهاجر إلى حيث تريد فالوطن شاهد وعامر برجاله وفخر لكل شهيد.