منذ فترة دار نقاش بيني وبين صديق لي عن الوظائف والموظفين في بعض القطاعات وقد تعجبت من حديثه أن هناك من الموظفين (لا يقومون بأي عمل) وليس لديهم أعمال موكلين بها وفي النهاية يتقاضون أجرًا كاملًا كل شهر بالإضافة إلى المكافآت، فأعتقد أنا أن هناك خللاً ما حيث لا توجد رقابة أو ردع أو عقاب، وهناك سبب رئيس هو الاهتزاز الإداري، فهذا الاهتزاز يؤثر بشكل كبير على إنتاجية الموظفين المنتجين في الإدارة، وذلك عندما ينظر الموظف المنتج أن هناك موظفًا غير منتج لا يقوم بأي عمل سوى تناول القهوة بالمكتب وتبخير المكتب والتقرب من المديرين وغيرهم، فهذا الموظف هو المثالي وهو الذي يستحق الترقية ويستحق المكافآت... إلخ؟ عزيزي المسؤول المباشر.. عدم وضع حد لهذا الأمر دون عقاب أو ردع لهذه الفئة فهذا يعني ضعف شخصية إدارية، أو أن هناك توصية ومحسوبية، وفي النهاية فهو محسوب على الإدارة موظفًا، فأقول للمسؤول المباشر أذهب بعيدًا وغادر قمرة السفينة. وهذا الموضوع لفتني في الكثير بل الأكثر ممن لا يهتمون بالموظف المتميز والمبدع، بعض المديرين يتولد لديهم إحساس عدم الأمان فور ملاحظتهم لموظف متميز في الإدارة، بينما من المفترض أن يقتنع المدير بأن نجاح الموظف هو من نجاحه، وأن الموظف عنصر مهم في تحقيق نجاح العمل، ويجب معاملته بشكل مميز حتى يواصل تميزه، مع تشجيع زملائه على السير على خطاه وبالتالي إنشاء فريق إداري متميز يحقق كافة الأهداف الموضوعة، هناك الكثير من المديرين لا ينظرون إلى عناصر الخبرة والقدرات والإنجاز عند تمييز موظف عن آخر، فنرى مثلًا كلمات الثناء تنهال على الموظف لأنه صديق أو محسوب على المدير، مع أنه لم ينجز، ونرى أيضًا كلمات التوبيخ تنهال على موظف أنجز عشرات المعاملات بنجاح، فالعدل أساس نجاح أي عمل أو مهمة، وتحقيق العدالة الاجتماعية في الفرص الوظيفية. فبدون هذا التشجيع وبدون التعامل الصحيح تجاه الموظف المتميز فإنه سوف يشعر بالإحباط ويصبح بدون إبداع ويموت لديه العنصر الإبداعي، ومن العناصر المهمة التي تحدث نقله نوعية في أداء الموظفين هي تعامل المدير معهم من خلال الكلمة الطيبة ورفع التقارير والنتائج عن الأداء للإدارة العليا.