يؤسس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اليوم مرحلة جديدة لتاريخ الدرعية حيث يرعى -حفظه الله- حفل التدشين الرسمي ل«بوابة الدرعية»، لتكون إحدى أهم الوجهات السياحية في العالم في مجال التراث والثقافة والتبادل التاريخي والمعرفي. ويتضمن حفل التدشين عرضًا مرئيًا يستعرض إرث وتاريخ المملكة منذ الدولة السعودية الأولى، بالإضافة إلى حفل يجسد مكانة المدينة الهادئة ذات الطابع التراثي، ويعول على هذا المشروع الضخم الذي تبلغ مساحته 7 كم2، بأن يكون إحدى أهم الوجهات الثقافية والاجتماعية ذات الطابع في المملكة، لما يحتويه من مجموعة متنوعة من المتاحف والمعارض، ويضم أيضًا مساحات شاسعة تتسع لما يقارب 15 ألف شخص، كما يحتوي على 20 علامة تجارية رائدة عالميًا في مجال الضيافة؛ أبرزها مجموعة فنادق ومنتجعات «أمان» التي ستوفر إطلالات ساحرة على المناطق التاريخية، بالإضافة إلى وجود أكثر من 100 مطعم ومقهى. كما يتضمن الحفل العديد من الأولويات، من بينها أن حجر الأساس مصنوع من الطين التقليدي المستخدم في مباني الدرعية، حيث تم نحت الحجر الأصفر ممهورًا بجملة «جوهرة المملكة» على يد أميز النحاتين في المملكة. وسيتم البدء في مشروع بوابة الدرعية في مطلع عام 2020، ويعد من أكبر المشاريع ضمن خطط المملكة بقيمة تبلغ 64 مليار ريال. وستغدو المنطقة عند إعادة ترميمها مجتمعًا حضريًا وتقليديًا متعدد الاستخدامات على امتداد 7كم2 تحتضن ما يصل إلى 100 ألف نسمة من السياح، والضيوف والمقيمين والطلاب، وفي المستقبل القريب ستتحول إلى مكان مثالي للاجتماع والاستكشاف والتسوق والعيش والعمل وتناول الطعام. ومن المتوقع أن تستقطب الدرعية من 25 إلى 30 مليون زائر سنويًاً للاستمتاع بعدد من المرافق الثقافية والتعليمية والترفيهية ذات المستوى العالمي بطابعٍ تراثي، بما فيها طيفٌ متنوعٌ من المتاحف المميزة التي تتيح لضيوفها عدداً من التجارب التفاعلية والمسلية، بدءًا من مشاهدة الإبداعات التي تحتفي بإنجازات الملوك والأبطال إلى استكشاف قصص تاريخ الدرعية عبر الزمن. وستحتضن منطقة الفنون عددًا من المعارض والمطاعم والأكاديميات الفنية التي تُعنى بإطلاق المبادرات التعليمية، ضمن تخصصات محلية من بينها الخط العربي والفنون الإسلامية والهندسة المعمارية. الدرعية.. أهمية تاريخية يأتى التدشين الرسمي لمشروع «بوابة الدرعية» لتكون وجهة سياحية عالمية تركّز على الثقافة والتراث، وهى وجهة يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر للميلاد، وتمثّل أهمية تاريخية بارزة كونها مهد انطلاق الدولة السعودية الأولى وموطن لأسرة آل سعود ورمزٌ لجمال وكرم المملكة العربية السعودية وشعبها الأصيل. وسيصبح المشروع الضخم، الذي يمتد على مساحة سبعة كيلومترات مربعة، واحداً من الوجهات الثقافية والاجتماعية بطابعٍ تراثي وثقافي في المملكة العربية السعودية، حيث يضم مجموعة متنوعة من المتاحف والمعارض، إضافة لتشكيلة من التجارب الثقافية والتعليمية، ومضمار سباق للفورمولا - أي، ومساحات تتسع ل15000 مقعد، كما ستضم أكثر من 20 علامة تجارية فاخرة رائدة عالميًا في عالم الضيافة، بما في ذلك منتجعات «أمان» التي ستحظى بإطلالات خلاّبة على المناطق التاريخية. أبرز المعالم التاريخية للدرعية *حي الطريف يضم الحي كثيرًا من القصور والبيوت الطينية التاريخية ذات الطابع النجدي، وتم إدراجه ضمن قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي في 31 يوليو لعام 2010، كانت الدولة السعودية الأولى تدار من هذا الحي لكونه كان مسكن الإمام محمد بن سعود. * حي البجيري كان الحي سكنًا للشيخ محمد بن عبدالوهاب وأسرته ويقع على الجهة الشرقية لوادي حنيفة مقابلاً لحي الطريف وله قيمته الثقافية وموقعه الإستراتيجي. * حي سمحان يحتضن هذا الحي عددًا من المباني الطينية التراثية، ويصل عددها إلى أكثر من 36 مبنى، ويعد من نقاط الجذب السياحية في المنطقة، وهو من المواقع المهمة ويعمل على تنفيذ مشروع لإعادة تأهيله وتحويله إلى فندق تراثي. * وادي حنيفة يعدّ من أهم المعالم السياحية لقاصدي منطقة الدرعية لما يتميز به من غطاء نباتي كثيف، كما أنه متداخل مع «منطقة البجيري»، ويتوفر فيه كثير من الطرق والممرات التي تساعد في ممارسة المشي والتنزه في جنباته. جيري انزيريلو: المكان يروي قصة أمة أكد الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية جيري انزيريلو أن الاحتفاء سيكون فريدًا من نوعه وغير مسبوق، لأن الدرعية لا مثيل لها، عادًّا أن «هذا المكان وحده يمكنه أن يروي قصة أمة، ويلهم أجيالاً قادمة» حيث تتمتع الدرعية بطراز عمراني فريد يعكس ثقافة ومعيشة أهلها، ومعيشة السعوديين، في الوقت السابق، كما تمتاز باعتدال مناخها في أوقات طويلة من السنة، نظرًا إلى كثافة النخيل الذي يغطي جنباتها، والاهتمام بأنظمة الري والقرى الزراعية، إذ تعكس طبيعة التراث البيئي لهذه المنطقة التاريخية.