يعاني المجتمع من الأخبار الكاذبة والشائعات، وهي ترتبط بشكلٍ مباشر مع العديد من القنوات الإعلامية المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، وقد أظهرت الأبحاث أن 6 من كل 10 أشخاص يشاركون مقالاً على الإنترنت بعد قراءة عنوانه فقط، وأن 23% من الأمريكيين اعترفوا بأنهم نشروا قصة وهمية على الإنترنت، خصوصاً وأن أي فرد اليوم أصبح لديه القدرة على نشر تلك الأخبار، سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة، حتى أصبح هناك مصطلح رائج اسمه: (الأخبار الزائفة أو غير الحقيقية)، وذلك بالرغم من وجود العديد من القوانين والأنظمة التي تُجرِّم نشر الأخبار الزائفة. يفيد موقع «سوشل ميديا تودي»، ومن خلال تحليل مطوّل بشأن الأخبار الزائفة، أن من أسباب انتشار تلك الأخبار، هو أن بعض الفئات منغلقة على نفسها وغير منفتحة؛ للاطلاع على قنواتٍ مختلفة من مصادر الأخبار، بل تُركِّز على قنوات محدودة فقط، كما أن قدرتها على المعرفة والإلمام وتصحيح المعلومات، منخفضة، كما قد تنتشر الأخبار الكاذبة نظراً لتقدُّم سن المتلقي، وعدم القدرة على تصحيح المعلومات، إضافةً إلى أن التدفُّق الهائل للمعلومات يُساهم في تقديم أخبار ضعيفة المحتوى، وتصبح أكثرعرضة للانتشار، إضافةً إلى أن التحيُّز لبعض الأفكار التي تتوافق مع آرائنا، والميل لمشاركة المعلومات التي تدعم ما نهوى ونتعاطف معها، يجعل الكثير يميل إلى تصديق كل ما يُنشر، ثم يُعيد نشره، ولا يقتصر هذا الأمر على الأفراد، بل وفي بعض الأحيان، حتى بعض المنشآت والهيئات تقوم بنفس الدور. مؤخراً، انتشر فيديو ترويجي تم بثه عبر أحد المواقع تضمَّن بعض المعلومات عن مفهوم التطرف، وتعريفه، وقامت إحدى الصحف بنشر خبر عن ذلك الفيديو، وتحدَّثت عن بعض العقوبات، كما أثار ذلك الفيديو بعض الجدل بين أفراد المجتمع، وبدأ البعض في إصدار الأحكام، والتصنيف والتأييد أو التحفظ، ثم اتضح بعد ذلك أن ذلك الفيديو فيه العديد من الأخطاء، وأنه جاء من خلال تصرُّف فردي جانبه الصواب، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الشأن. ما أحوجنا اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن نحرص على التمهُّل والتريُّث وعدم التسرُّع، سواء في التصريح أو الإعلان أو نقل الأخبار، والتي قد تكون زائفة، وعلينا أن نتحرَّى الدقة والتأكد من مصادر مختلفة، وخصوصاً إن كانت بعض تلك الأخبار توافق أهواءنا وتلامس عواطفنا، فالأمر لن يقتصر على نقل أخبار زائفة، بل قد يتجاوز ذلك لأن يكون جريمة معلوماتية تُساهم في إثارة الجدل ونشر الفوضى والبلبلة، وتُهدِّد استقرار المجتمع، مما قد يُعرِّض البعض لعقوبة الغرامة والسجن.