شهدت الدورة الأولى من مبادرة مستقبل الاستثمار في 2017، الإعلان عن الحلم الاقتصادي الكبير "مدينة نيوم" على الحدود السعودية المصرية الأردنية. وفي إطار السباق مع الزمن بدأ العمل فعليا في تحقيق الحلم على أرض الواقع باستثمارات تبلغ 500 ملياردولار. وشهد الشهر الماضي، إطلاق شركة نيوم أعمال الإنشاءات لتطوير المجمعات السكنية الأولى من المنطقة المخصصة لإسكان العمال، والتي جرى تصميمها مبدئيا لاستيعاب 30 ألف عامل سينتقلون إلى نيوم خلال الفترة المقبلة لبناء المناطق المختلفة من المشروع. وسبق أن أرست الشركة في 8 سبتمبر عقودا استثمارية لبناء وتمويل وتشغيل المجمعات السكنية المخصصة للعمال على مجموعة التميمي وساتكو، ويتيح العقد لهما تشغيلها لمدة عشر سنوات، كما تعد هذه العقود أولى الفرص الاستثمارية التى جرى طرحها بالمشروع. ووجه الرئيس التنفيذي لشركة نيوم - نظمى النصر الشركات المطورة للمشروع بالتركيز على المحتوى المحلي وزيادة كمية المدخلات والمنتجات المصنوعة في السعودية دعما للاقتصاد المحلي. كما وجه الشركات بتوفير فرص عمل لأبناء منطقة نيوم، متعهدا في الوقت ذاته بدعم هذه الشركات بكل الطرق الممكنة لتحقيق هذا الهدف. وتتكون المنطقة السكنية من عدة مجمعات، وحصلت مجموعة التميمي على عقود بناء مجمعين سكنيين، سعة كل واحد منهما عشرة آلاف عامل، فيما تبنى شركة ساتكو مجمع مماثل بالطاقة الاستيعابية ذاتها. وستقدم المنطقة السكنية للعمالة نمط حياة يهدف إلى تهيئة بيئة عمل صحية لهم تماشيا مع أهداف نيوم وأفضل الممارسات العالمية، ويعد نيوم المشروع الأكثر طموحا على مستوى العالم، الذي يتم تطويره على مساحة 26،500 كم2 في شمال غرب المملكة، وسيكون إحدى ركائز التحول الاقتصادي للمملكة ضمن "رؤية 2030" لتوفير مصادر دخل متنوعة من خلال قطاعات نيوم الاقتصادية والاستثمارات العقارية. وهدفت المبادرة في دورتها الأولى إلى تأسيس شبكات عالمية فاعلة تجمع اللاعبين الأكثر تأثيراً ونفوذاً على مستوى العالم، وتسهم في تمكينهم للتعامل بفعالية أكبر مع التحديات والفرص. وانطلقت المبادرة التى نظمها صندوق الاستثمارات العامة في مدينة الرياض خلال الفترة من 24 إلى 26 أكتوبر 2017، لإحداث نقلة نوعية في مجال الاستثمار العالمي، وتضمنت 3 محاور هي التحول في مراكز القوى، ونماذج جديدة في عالم الاستثمار، والابتكار لعالم أفضل، وعكست أهداف المبادرة استراتيجية خطة التحول الوطني في المملكة، بوصفها إحدى الدعائم الأساسية لتحقيق رؤية 2030.