هكذا هي أدوات التواصل لا جديد فيها، هذا يسرق من هذا، وآخر يسرق تعب الناس وجهودهم ليغرد بها دون خشية من عقاب أبدًا، ومن يحمي الحقوق الفكرية من لصوص امتهنوا السرقة، ومثل هؤلاء هم كثير يغردون ويكتبون ويكذبون ويمارسون أفعالاً (لا) علاقة لها بالوعي و(لا) يحزنون، وكم من مغرد أعجبني وشدتني تغريداته ودفعت بي للبحث عنها لأكتشف في النهاية أنها تغريدة لشاعر ضخم أو مفكر عظيم ترك إرثه ومؤلفاته وتعبه وجهوده خلفه بعد وفاته للأجيال الذين يعرفون قيمة الكلمة ويقدرون تلك العقول التي غابت وهي ما تزال حاضرة في الضمائر الحية والأرواح النبيلة، لكن أن يأتي تافه ويسرق تعب الناس بخسة ويغرد فيها وكأن السطو حلال فتلك مصيبة كبرى..!! مصيبة أن تجد قصائدك مسروقة، وعباراتك منهوبة، وحكاياتك كلها منصوبة بالفتحة الظاهرة، والعبارات النافرة التي يحلق بها أولئك اللصوص الخارجون عن أدب المعرفة وأخلاقيات الوعي، ومَن يحاسب مَن؟ ومَن يؤدِّب مَن؟ ومن يحمي المثقفين والمفكرين من سطوة الحمقى وظلال الجاهلين الذين يريدون الشهرة على حساب الآخرين. وكثيرة هي تلك التصرفات البغيضة في عالم التواصل والذي ما يزال يقدم لنا الحمقى والتافهين على أنهم نجوم، وهم والله أدنى من أن يكونوا شيئًا يذكر ولا دليل أكبر من أن الكل ما يزال يدور في دوائر معتمة كلها أضيق من بعض فلا «الواتس» قدم لنا شيئًا سوى الإزعاج والتكرار ولا صور «السناب شات» الكريهة الناقلة لفيروسات وجينات الأغبياء المذيلة بكلمات ساذجة ليأتي أخونا «تويتر» ويقدم لنا سُرَّاق الفكر والفارغين على أنهم مغردون، ولا حول لنا سوى أن ننتظر القادم الذي يخلِّصنا من حماقات باتت واقعًا مفروضًا علينا.. (خاتمة الهمزة)... لابد من تفعيل قوانين حماية الحقوق الفكرية الغائبة في عالم التواصل.. ولا خاتمة أجمل من قول المتنبي «يا أمة ضحكت من جهلها الأمم»، وهي خاتمتي ودمتم.