أكد إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، أن حفظَ المال من المقاصد الكبرى في شرع الله، ومن الضروريات الخمس في دين الإسلام، حيث ورد ذكره في كتاب الله أكثر من ثمانين مرة، مشيرًا إلى أن للمال حرمته ومكانته، ففي الحديث الصحيح: "لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب من نفسه، ومن حلف على يمين صبر كاذبًا متعمدًا يقتطع بها مال أخيه المسلم لقي الله وهو عليه غضبان"، وحديث ابن مسعود رضي الله عنه: "ومن قتل دون ماله فهو شهيد". وقال الشيخ ابن حميد فى خطبة الجمعة، اليوم: "إن الله تعالى امتن بالمال على عباده، وجعله مثوبة وخيرًا إحسانًا منه سبحانه وفضلًا، وأفاد أنه من فوائد المال كما يقرر ابن القيم أنه قِوام العبادات والطاعات، وبه قام سوق بر الحج والجهاد، وبه حصل الإنفاق الواجب والمستحب، وحصلت قربات الوقف، وبناءُ المساجد والقناطر وغيرها". وأوضح أن المال من أسباب رضا الله عن العبد كما كان من أسباب سخطه عليه. وأشار إلى أن المال ليس مرفوضًا لذاته، بل قد يكون فيه الخير الكثير قال صلى الله عليه وسلم: "إنما الدنيا لأربعة نفر: عبدٍ رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعمل لله فيه حقًا فهذا بأفضل المنازل"، وليس التشمير في الدنيا مقصورًا على المعاد دون المعاش، بل المعاش ذريعةٌ إلى المعاد، ومعين عليه، فالدنيا مزرعة الآخرة ومدرجة إليها. وفي المسجد النبوي الشريف حث فضيلة الشيخ صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي، إلى بذل المعروف بين الناس قائلاً: ابذل المعروف وأجب الملهوف، ولا تحقرن صلة تهديها، ولاتستصغرن خدمة تسديها، فمثاقيل ذرّ الشرّ يجدها العامل محصلة مفصّلة، ومثاقيل الخير يجدها العامل موفورة مدّخرة، فلا تمنعنّ رفدك، ولا تمسكن فضلك، لا تحبسن خيرك، ولا تبخل ولا تضجر من السائل صاحب الحاجة، أعطه قليلاً أو رده رداً جميلاً. وبيّن أن الشّفاعة بين الناس تندب بالخير، لأنها نفع يعود بين المفضل على المشفوع له، ومن شفع شفاعة حسنة يرجو بها نفع الخلق وقضاء حوائج الناس فقد أجزل النّوال، ونال محمدة الرجال، موردًا ما رواه أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- (إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال: اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيّه ما أحبّ).