قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، إنه حذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من «مشكلة كبيرة» إذا تعرض أي جندي أميركي للأذى في الشطر الذي هددت أنقرة بالتوغل فيه من سوريا. وأضاف ترامب أنه ليس متحيزًا لأحد بقرار سحب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا، مردفًا: «أقحمنا أنفسنا في الحرب بين تركيا والأكراد، وهذا ما لا نرغب به»، كما أشار إلى أن بلاده أنفقت ما يزيد عن 2.3 مليار دولار على المعركة ضد داعش. وأوضح ترامب خلال مؤتمر صحافي، أنه بعد هزيمة داعش أبقت أميركا على 50 جنديًا في منطقة الحدود السورية، لافتًا إلى أن بقاء القوات الأميركية في شمال شرق سوريا لا يغير الوضع هناك. وأفصح ترامب قائلا: «حرمنا داعش من خلافته المزعومة، وحان وقت عودة قواتنا. لسنا رجال شرطة ولن نحمي المنطقة هناك». واستطرد: «نرغب في إعادة قواتنا إلى موطنهم، وتم انتخابي على هذا الأساس»، مشددًا في الوقت ذاته على أنه لن يقبل بإعادة 50 أو 60 ألف متطرف من سوريا إلى غوانتانامو. رومني: التخلي عن الأكراد خيانة وهاجم السيناتور الجمهوري «ميت رومني»، قرار الانسحاب، قائلاً: «إن قرار الرئيس التخلي عن حلفائنا الأكراد في مواجهة هجوم من تركيا هو خيانة»، وذلك وفقًا لما أوردته صحيفة «نيويورك تايمز». ودعا أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الإثنين، مسؤولي الإدارة إلى الإدلاء بشهاداتهم أمام الكونغرس حول قرار الرئيس ترامب سحب القوات الأميركية من شمال سوريا، وفقًا لما أورده موقع «ذا هيل» الأميركية. وقال السيناتور الديمقراطي «كريس مورفي»، والجمهوري «ميت رومني»، في بيان مشترك، إنه «يتعين على مسؤولي الإدارة المثول أمام لجنة العلاقات الخارجية في أعقاب القرار الذي تم اتخاذه فيما يتعلق بالتخلي عن حليفنا في سوريا». وأضافا: «يجب على الإدارة أن تحضر أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وأن تشرح للشعب الأميركي كيف أن خيانة حليف والتنازل عن النفوذ للإرهابيين والخصوم ليست كارثية على مصالح أمننا القومي؟». وتابع البيان: «بعد حشد دعم الأكراد للمساعدة في تدمير داعش، وضمان حماية الأكراد من تركيا، فتحت الولاياتالمتحدة الآن الباب لتدميرهم. هذا يقلل بشدة من مصداقية أميركا كشريك موثوق، ويخلق فراغًا بالسلطة في المنطقة يفيد داعش». من جهته، قال السيناتور الديمقراطي «تيم كين»، إن لجنة العلاقات الخارجية، ولجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، «يحتاجان إلى استدعاء شهود وزارة الدفاع ووزارة الخارجية، للمثول أمام الكونغرس، وشرح ذلك على الفور». سياسيون أميركيون: إيران المستفيدة من انسحابنا بسوريا حذر عدد من السياسيين الأميركيين من عواقب القرار الأميركي سحب القوات من شمال سوريا، في ظل التهديدات التركية بشن عملية عسكرية وشيكة بالمنطقة التي تتمركز فيها القوات الكردية المنضوية تحت «قوات سوريا الديمقراطية». وحذر السيناتور الجمهوري «ماركو روبيو» عن ولاية فلوريدا، من الآثار المترتبة على الانسحاب الأميركي من شمال سوريا، وترك حلفاء واشنطن يواجهون مصيرًا مجهولًا من قبل الجيش التركي. وقال روبيو على حسابه في «تويتر»: «الانسحاب الأميركي سيؤكد رؤية إيران لهذه الإدارة، وتشجيعها بعد ذلك لتصعيد الهجمات العدائية التي بدورها يمكن أن تؤدي إلى حرب إقليمية أوسع نطاقًا، وأكثر خطورة». فوز كبير لإيران والأسد وداعش من جانبه، وصف السيناتور الجمهوري «ليندسي غراهام»، الانسحاب الأميركي، على قناة «فوكس نيوز»، بأنه «فوز كبير لإيران والأسد، وهو فوز كبير لداعش. سأبذل قصارى جهدي لفرض عقوبات على تركيا إذا مضوا قدمًا في شمال شرق سوريا. سيؤدي ذلك إلى قطع علاقتي مع تركيا». وأضاف غراهام أنه سيقدم في مجلس الشيوخ أيضًا مشروع قرار غير ملزم يطلب من الرئيس ترامب إعادة النظر في خطوته التي وصفها بأنها «قصيرة النظر وغير مسؤولة». وتابع: «تأكيد الرئيس على أن داعش قد هُزمت هي أكبر كذبة ترويها الإدارة».