مساء الجمعة 28/01/1441ه دعيت لحضور مشاهدة عرض فيلم (ولد ملكًا) بصحبة بناتي الثلاث وإحدى حفيداتي، فلبيت الدعوة وشاهدت الفيلم، ومشاهدة الفيلم أعادت لي ذكريات حرم الملك فيصل -يرحمهما الله- عفت الثنيان حيث إنني تشرفت أن أكون مستشارها الصحي وطبيبها لمدة خمسة عشر عامًا.. وكانت تروي لي الكثير من المواقف العظيمة للملك فيصل ومن هنا تشرفت بمعرفة أبناء وبنات الفاضلة عفت الثنيان. في حوزتي في مكتبي صورة خطاب رسمي من أب لابنه أطمع في مشاركة القراء معرفة تاريخ هذه البلاد، بلاد الحرمين الشريفين في ظل قيادتها الحكيمة الرشيدة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.. تاريخ أعتز وأفتخر به وأنقله لقراء هذه الجريدة الرائدة لعله يكون علمًا نافعًا يتنقل مع الأجيال. جاء نص الخطاب بدءًا بهذه الكلمات: «جناب المكرم رئيس مجلس الوكلاء الابن فيصل».. حيث آنذاك لم تكن هناك وزارات، وكانت الدوائر الحكومية كلها وكالات مثل وكالة المالية ووكالة الدفاع... إلخ، ورئيس كل وكالة كان وكيلا، أي وكيل وكالة المالية.. كذلك رئيس مجلس الوكلاء كان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود. صدر الخطاب برقم 381 بتاريخ 11/4/1351ه جاء نصه: «من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل إلى جناب المكرم رئيس مجلس الوكلاء الابن فيصل سلمه الله.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد فبناء على مقتضيات المصلحة قد أمرنا بما هو آت: 1- أن يكون عنوان (وكالة المالية العامة) – (وزارة المالية). 2- يسمى عبدالله السليمان الحمدان (وزير المالية) و(رئيس الخزينة الخاصة). 3- يسمى حمد السليمان الحمدان (وكيل وزارة المالية) و(وكيل الخزينة الخاصة). فلاعتماد ذلك وإبلاغ للجهات المختصة». كذلك في حوزتي أحتفظ به للذكرى الطيبة عن بلدي كتيب بعنوان «نظام مراقبة البنوك» جاء نصه: «بعون الله تعالى نحن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية بعد الإطلاع على المادة (19) من نظام مجلس الوزراء الصادر بالمرسوم الملكي رقم 38 وتاريخ 22/10/1377ه وبعد الاطلاع على قرار مجلس الوزراء رقم 179 وتاريخ 5/2/1376 ه نرسم ما هو آت: أولا- الموافقة على نظام مراقبة البنوك بالصيغة المرفقة لهذا. ثانيًا- على نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية والاقتصاد الوطني تنفيذ مرسومنا هذا التوقيع: فيصل» هذا هو الملك فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ومواقف أخرى عظيمة يشهد لها التاريخ، فهناك رجال يصنعون التاريخ، وآخرون يصنعهم التاريخ.. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته آمين يا رب العالمين.
