إن من الحكمة أن لا نطلق على ما يحدث في العراق أنه ثورة فالأمر ليس كذلك، إن ما يحدث في العراق انتفاضة شعب بأكمله ضد مغتصب للأرض والعرض، ضد إيران المستعمرة للعراق، ضد الخونة من بني جلدة العراقيين الذين باعوا أو شاركوا في بيع العراق الحر الأبي، لم يعد الموضوع موضوع سنة وشيعة، إنما موضوع كرامة أو إهانة، موضوع وجود أو عدم وجود، ضد غازٍ تسلل إلى جسم العراق، وفيروس حل في كل خلية من خلاياه عبر موصل خبيث يسمى قاسم سليماني رئيس مجموعة الفيروسات التي يطلق عليها الحشد العراقي، والحقيقة أنه حشد إيراني، دخل مختبئاً مع دم الغازي الأمريكي للعراق تمامًا كما يحدث للفيروسات عندما تنتقل عبر الدم إلى جسم سليم لتبتليه بأسقامها وأوجاعها، واليوم ينتفض في العراق جهازه المناعي، ينتفض العربي الحر الأبي سنة وشيعة ليرفض استمرار رضوخ العراق صاحب القامة العربية الإسلامية لملالي إيران، ليرفض الخضوع لحفنة من أتباع الشيطان الموهومين بالسيطرة على العالم العربي والإسلامي، تنتفض كل أنواع الخلايا المناعية بجميع أشكالها لتقول: «العراق حرة.. حرة.. وإيران برة.. برة». إن من الحكمة اليوم في العراق أن يشارك جميع أهله وقبائله، مدنه وقراه، حاضرة وبادية، سنة وشيعة، بل وحكومة وشعبًا، في صناعة عراق جديد من خلال وثيقة شرف للعراق أساسها وأولها وآخرها الاتفاق على طرد المستعمر الإيراني من العراق، لقد دخلت إيران عبر غزو أجنبي وخيانة بعض أصحاب العمائم وعملاء تابعين لإيران، وبعد أن ذاق أهل العراق المر، ومر المر، على أيدي الجيش الإيراني تحت مظلة الحشد العراقي الذي كانت قيادته كلها من الفرس الحاقدين على العرب، وفِي حالة ضعف من تسلح العراقيين الأشاوس أحكمت إيران قبضتها على الحكومة العراقية وسيَّرتها وفق ما تريد دون أن يكون للشعب بأكمله أي رأي، وأهمل المواطن وأصبح حاله جحيماً لإطباق المستعمر الإيراني عليه فانتفض اليوم ليواجه إيران المغتصبة التي تقاسمت مع الغازي الأجنبي حقول نفطه وسلبت منه كل مدخراته بالاضافة إلى اغتصاب قراره السياسي، فهل بعد هذا الوضع المزري يلام في انتفاضته؟. المهم في هذه الانتفاضة تلاحم الجميع وتوحيد المطلب بخروج إيران عسكريًا وسياسيًا واجتماعيًا، وأن تترك العراق لأهله بجميع قبائلهم وطوائفهم ليعيد عزه ومجده وإنسانيته وكرامته وعروبته وهو على ذلك قدير، وهو اليوم بحاجة ماسة للدعم العربي والإسلامي وعلى المنظمات العربية كجامعة الدول العربية والمنظمات الإسلامية كمنظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي مد يد العون وأن يتجنب عرض موضوعه على المنظمات العالمية كهيئة الأممالمتحدة أو مجلس الأمن فإن التجربة معها في بعض القضايا العربية والإسلامية تكون نتائجها عكسية وقراراتها مخدرة وطويلة الأجل.