أثار نشر مضمون الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الأمريكي والأوكراني ردود فعل حادة في أوكرانيا، حيث وصف البعض ذلك ب"العار" على كييف بسبب انصياعها لواشنطن على حد قولهم. وكتب النائب المعارض الموالي للغرب فولوديمير أرييف الذي كان قريبا من الرئيس السابق بترو بوروشنكو ويتواجه مع السلطات الحالية، على صفحته على فيسبوك اليوم (الخميس) إن "ترامب وضع زيلينسكي في موقف سيئ جدا". وأضاف أن الرئيس الأوكراني "وعد" فعليا محادثه بإجراء تحقيق حول خصمه السياسي جو بايدن عبر التدخل في نشاطات القضاء والمجازفة بتقويض الدعم المقدم لكييف "من قبل الحزبين" الديموقراطي والجمهوري. ورأى رواد آخرون للانترنت مثل ميكولا نياجيتسكي النائب الآخر الموالي لبوروشنكو أن الرئيس الأوكراني يستحق أن "تتم إقالته" خصوصا بسبب ما أعلن عنه من عزم على التحكم بالمدعي العام. ويقول معارضو ترامب، إن الرئيس الأميركي مارس ضغوطا على نظيره الأوكراني حتى يفتح تحقيقا بشأن "فساد" محتمل لنجل جو بايدن، المرشح الديمقراطي البارز، والمنافس لترامب في انتخابات الرئاسة في عام 2020. وأبدى ترامب استعدادا لكشف المزيد من التفاصيل بشأن مكالمة أخرى، مؤكدا أنه لم يقم بأي شيء غير مناسب خلال اتصاله هاتفيا بزعيم الدولة الأجنبية. وفيما قام البيت الأبيض بنشر مضمون المكالمة "المثيرة"، وقد كشفت الوثيقة المنشورة، أن ترامب طلب فعلا من نظيره الأوكراني أن يتواصل مع وزير العدل الأمريكي وليام بار، ومحاميه رودولف جولياني. وقال ترامب، في المكالمة: "ثمة الكثير مما يقال حول نجل بايدن.. بايدن أوقف المحاكمة. والكثيرون يرغبون في كشف هذا الأمر"، وأضاف: "أريد أن يبادر المدعي العام إلى الاتصال بك أو بمسؤوليك، حتى نصل إلى خلاصة هذا الأمر.. سيكون مهما أن تقوم بكل ما تستطيع القيام به، إذا كان ذلك ممكنا". لكن ترامب لا يعتبر هذا الكلام بمثابة ضغط على نظيره الأوكراني، وقال إنه أشار إلى وليام بار لأن وزارة العدل الأميركية تنظر أصلا في مصدر التحقيق الذي أجري في واشنطن بشأن التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسية 2016.