بخروش بن علاس الزهراني.. أمير من زمن الحروب.. نمر العرب.. وواحد من أبرز قادة الدولة السعودية الأولى.. ورمز وطن. ***** هذه بطاقة أولى لهذا القائد السعودي العربي الفذ.. أما البطاقة الأبرز في سيرته وسجله التاريخي الحافل، فهي في تصديه للجيوش العثمانية، والانتصار عليها ضمن فيالق جيوش الدولة السعودية الأولى.. ***** أبهر المؤرخين الغربيين بإقدامه وبسالته وشجاعته، فسجلوا له في تاريخهم بعضًا من استحقاقاته وملاحمه.. ***** المؤرخ الإيطالي (جيوفاني فيناتي)، الذي رافق الجيوش العثمانية، أدهشته شجاعة بخروش وإقدامه، فقال عنه عبارته الشهيرة: «لم يشهد العرب أشجع من بخروش في زمانه».. ***** وقال عنه (موريس تايزيه) في كتابه (رحلة في بلاد العرب): «بخروش واحد من أشهر محاربي الجزيرة العربية وفرسانها المعدودين».. ***** وأذهل المؤرخ السويسري (بوركهات) قوة بخروش ورباطة جأشه، وهو يصف مشهد قتله، حين أمر محمد علي جنوده بطعنه بالسيوف بالتتالي، وعلى مهل، ليذوق أقسى الألم وأشد أنواع القتل شناعة.. يقول (بوركهات): «وظلوا عاكفين عليه هكذا إلى أن هلك دون أن يشتكي».. ***** ويصف (جيرالد دوغوري) حالة العثمانيين بعد إحدى المعارك مع بخروش وفرارهم إلى الطائف: «كان الجيش العثماني يرتجف من الخوف بين أسوار المدينة».. ***** وفي وثيقة تاريخية كتب (سيوم أغلو) قائد العثمانيين في معركة القنفذة، رسالة إلى محمد علي يبرر هزيمتهم في المعركة: «كان بخروش على رأس جيشهم».. ***** ولم يجد (الباب العالي)، ومحمد علي، حنقًا أكثر مما وجدوه على بخروش، وذلك لما مثله لهم من تحد وقهر، ولا أدل على ذلك من طريقة قتله والانتقام منه.. «لقد قهرهم في جبال السراة، فاحتفلوا برأسه في إسطنبول»..!! ***** وبارك الله في دولتنا التي لا تنسى رموزها ورجالها.. لقد ضمنوا سيرة هذا البطل في المناهج التعليمية، وتمت تسمية شارع في الرياض باسمه.. ***** في الباحة منطقة بخروش ومسرح بطولاته.. أعتقد أن هناك ما يشبه البيات الشتوي في ذاكرة هذا الجيل عنه.. ولو سألت الكثيرين قد لا تجد إجابة بل قد لا تجد معرفة بالاسم..!! ***** ولهذا أتمنى استنهاض هذا الإرث التاريخي وإعادة استقراءه.. ***** أتمنى من أمانة الباحة تسمية شارع باسمه.. أتمنى من هيئة السياحة إعادة ترميم قلعة بخروش، وإدراجها ضمن المناطق الأثرية.. أتمنى من التعليم تنظيم زيارات طلابية لقلعته ومواقعه.. أتمنى من الجامعة تخصيص أبحاث ودراسات عنه.. ***** حان الوقت أن نحتفي بتاريخنا وبهويتنا السعودية، بدلا من تمجيد تاريخ الآخرين.. إنه التوجه الحكيم للدولة وعلينا أن نستشرفه.