قصة تعطرت فصولها بعطر الإنسانية وحكاية أحيت قيم التواضع والوفاء رصدتها «المدينة» لأمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز وهو يستمع لشكوى مواطن أعجزته الإعاقة وحالت بينه وبين تحقيق حلم العمر، وعلى الرغم من الإنصات الجميل والاستماع الهادئ ومن ثم الاستجابة السريعة من قبل الأمير لشكوى المواطن تتجلى «حبكة الحكاية» في قدرة الأمير على صناعة حلول لأربع مشكلات في أقل من ثلاث دقائق. أربعة معوقات كانت أقرب شبها بالسور العالي يصعب على الشاب تجاوز أيّ منها. فهو يحلم بسكن آمن ويتمنى الزواج ويعاني العجز وضيق ذات اليد. ومع تشابك العقد الأربع إلا أن الأمل تصدر المشهد والثقة في الله كانت العنوان. نجح الشاب في اختزال حكايته - وفقا لفيديو تم تناقله على الوسائط الاجتماعية - في عبارات بسيطة فما كان من أمير عسير إلا أن أمسك بهاتفه الخاص متحدثًا مع وزيرالإسكان بغية توفير مسكن سريع للمواطن ليصطدم الأمير بشروط السكن التي لا تتسق في بنودها مع حالة الشاب العازب. لم يتوقف الأمير عند «العقدة» بل وعد بزواج الشاب في غضون 72 فقط ليزيل العثرة ويقفز - بحل إبداعي - فوق معوقات الشروط والضوابط. ثلاث دقائق فقط.. وفرت السكن وحققت حلم المعاق وصنعت له شمسا جديدة.. ثلاث دقائق فقط أحيت الأمل ورسمت خارطة مستقبل جديد لمواطن بسيط. جمال الحكاية لا يتمثل فى الدعم ولا التواصل ولا الرغبة فى نجدة مواطن بسيط فقط بل في «صناعة الحل وسط الأزمة «. تلك المزيّة التي لايملكها إلا المبدعون أصحاب القراءة الواسعة والنظرة بعيدة المدى. الدقائق الثلاث مرت سريعا ولكنها غيّرت حياة وصنعت أملًا وأعادت بسمة غائبة لثغر مواطن.. شكرًا أمير عسير.